كشف وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن «صيفاً ساخناً جداً ينتظر إسرائيل، وليس فقط كانعكاس لما يجري في الشرق الأوسط، بل حتى من أفغانستان وباكستان، وأيضاً من اليونان ومن أزمة منطقة اليورو». وعبر، في كلمة أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أمس، عن «قلق» إسرائيلي خاص إزاء عمليات تهريب السلاح إلى شبه جزيرة سيناء. وطالب بزيادة ميزانية وزارة الخارجية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن «موضوع القوافل (أسطول الحرية) لم يكن إلا فشلاً سياسياً، ما يعني أن العمل السياسي أكثر أهمية من ميزانية لطائرة اف 16 أو اف 18».
وشدد ليبرمان في موضوع النووي الإيراني على أن «إيران تحاول طمس الأدلة بالنسبة إلى برنامجها، وما من شك في أن هذا البرنامج يطور لأغراض عسكرية»، وأشار إلى أن «لدى إسرائيل معلومات بأن طهران تسعى إلى تخصيب اليورانيوم بنسب تتجاوز العشرين بالمئة، والتي يمكن استخدامها لتطوير أسلحة نووية». وأضاف «من الواضح أن طهران تسعى إلى التغطية على برنامجها النووي، وعلى الأدلة التي ظهرت أخيراً من خلال الأقمار الصناعية»، في إشارة منه إلى منشأة «بارشين» العسكرية. وأشار إلى أنه «من الواضح، ومن دون شك، أن لدى الإيرانيين منشأة نووية للأغراض العسكرية، وهذا ما يتبيّن من الأدلة حول تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق العشرين بالمئة».
وهاجم ليبرمان «العالم الحر الذي اختار الخيار الأفضل في مواجهة إيران»، مؤكداً «وجود برنامج نووي عسكري لدى الإيرانيين، والعقوبات لن تدفع الإيرانيين إلى الانسحاب منه، ذلك أن طهران على استعداد لدفع الثمن المطلوب إزاء امتلاك سلاح نووي». أما حيال التهديد الإيراني للبعثات الدبلوماسية في الخارج، فقال ليبرمان إن «الإيرانيين يسعون ويحاولون كل يوم للوصول إلى ممثلينا في مختلف أنحاء العالم». وانتقد ليبرمان «الثرثرة الزائدة» من قبل المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، الذين يؤكدون عدم فاعلية أيّ هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، مشيراً إلى أن «الأحاديث والثرثرة، وبشكل مفرط، ضارة جداً، ومن شأنها أن تنقل الاهتمام الدولي من ايران إلى اسرائيل نفسها»، وأضاف إن «الإيرانيين ينشطون بإفراط في الساحة العراقية، ويحاولون نسخ النموذج اللبناني في هذا البلد».
وتطرق ليبرمان إلى الأزمة في سوريا، وشدد على تقديرات وزارة الخارجية الاسرائيلية بأن الأسد باقٍ لسنوات، وقال إن «النظام السوري مستقر بما فيه الكفاية، وأكثر مما اعتقدته أجهزة الاستخبارات» في اسرائيل. وأضاف إن «الرئيس السوري بشار الاسد لن يستطيع البقاء في الحكم، من دون دعم من ايران»، لكنه عاد واستدرك أنه «في نهاية المطاف، لا أعتقد أن الأسد سيبقى في سدة الحكم»، موضحاً أن «الصراع في سوريا بات صراعاً دينياً وطائفياً، وبالتالي لم يعد مجرد أزمة داخلية».
وحيال الأزمة في العلاقات مع تركيا، أوضح ليبرمان أن «الجنود الإسرائيليين تصرفوا وفقاً للقانون الدولي إزاء أسطول الحرية التركي قبالة غزة عام 2010، وقد طلب من الجنود الدفاع عن النفس، أيّ أننا لن نعتذر عن أيّ شيء من تركيا، هذا البلد الذي يزجّ الصحافيين في السجون أكثر من إيران».
وحول العملية السياسية مع الفلسطينيين، أشار ليبرمان إلى أن السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس «غير مهتمة بمفاوضات السلام مع اسرائيل، اذ إن كل اهتمامها ينصب فقط على الوحدة مع حركة حماس»، مضيفاً إن «اسرائيل قدمت للفلسطينيين الكثير، لكنها لم تحصل على شيء في المقابل، ويكفي أن نتذكر الانفصال عن قطاع غزة».