رغم أن حدوث عمليات عسكرية ضدّ قوات الاحتلال الإسرائيلية على الحدود مع مصر لم يعد أمراً مفاجئاً بالنسبة إلى المؤسسة الإسرائيلية، إلا أن العملية الأخيرة كان صداها ووقعها أكبر من خسائرها المادية، لما انطوت عليه من أبعاد ومؤشرات على أنها لن تكون الأخيرة.
وفي محاولة لاحتواء آثار هذه العملية، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن العملية التي استهدفت آليتين قرب محور فيلادلفي (جنوب فلسطين المحتل)، لن توقف بناء السياج الذي يهدف إلى «منع الإرهاب وإلى منع دخول التسللين على حد سواء». وفي محاولة للتنصل من مسؤولية وقوع خسائر بشرية إسرائيلية، قال: «إنني أؤمن بأنه إذا لم تقرر الحكومة قبل عامين بناء السياج، فكنا سنواجه اليوم سيلاً من المتسللين، وليس أقل من ذلك سيلاً من العمليات الإرهابية».
بدوره، رأى وزير الدفاع إيهود باراك، أن الهجوم يكشف عن تدهور السيطرة المصرية في سيناء. وقال في حديث إلى الإذاعة المصرية إن «الاعتداء التخريبي الذي وقع في منطقة نيتسانا في النقب الغربي، يدل على تصعيد خطير وتدهور في السيطرة المصرية في سيناء ». وبخصوص الخيارات العملانية لمواجهة هذا النوع من العمليات، أكد أن «إسرائيل تنتظر نتائج الانتخابات في مصر وتتوقع من أي رئيس منتخب تحمّل المسؤولية عن جميع الالتزامات الدولية المصرية، بما فيها معاهدة السلام والترتيبات الأمنية المنبثقة منها». وأضاف: «إسرائيل تتوقع من مصر أن تضع حداً للاعتداءات الإرهابية المنطلقة من أراضيها مثل الاعتداء الذي وقع اليوم».
كذلك تناول باراك العملية خلال جلسة لكتلة «استقلال»، وقال: «نحن ننظر إلى العملية بخطورة كبيرة، التي أتت بعد يوم من إطلاق صاروخين على منطقة جنوب سيناء، وهما يشيران معاً إلى تقويض السيطرة المصرية في سيناء». ولفت إلى أن «سرعة الرد الكبير والناجع للقوات الإسرائيلية منعت إمكان تطور هذه العملية باتجاه المستوطنات الطلائعية».
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز، للإذاعة العسكرية: «لا شك في أن الوضع في صحراء سيناء أصبح مشكلة أمنية، وما حدث اليوم يمثّل خطوة جديدة في التصعيد. أعتقد أن هذا يمثّل تحدياً كبيراً للقيادة المصرية المنتخبة»، معرباً عن أمله التوصل إلى «حوار أمني عسكري مع المصريين».
وفي سياق متصل، رأت رئيسة المعارضة، شيلي يحيموفيتش، أن على إسرائيل أن تقوم بكل شيء للمحافظة على اتفاق السلام مع مصر والعلاقات معها، مشيرة إلى أن السلام مع مصر له أهمية استراتيجية من الدرجة الأولى. وفي ما يتعلق بالعملية على الحدود مع مصر، أكدت يحيموفيتش أن الواجب هو الحفاظ على الهدوء مع مصر، وأنه لا شك في أن لها مصلحة بالضبط كما لإسرائيل مصلحة بالهدوء في سيناء.
وكان رئيس أركان الجيش اللواء يائير نافيه قد وصف أخيراً سيناء بأنها أصبحت «منطقة إرهاب، بدلاً من أن تكون منطقة مجردة من السلاح بين دولتين بينهما اتفاقية سلام».
على مستوى ردود الفعل الدولية، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في لقاء مع صحافيين إن «فرنسا قلقة جداً حيال أعمال العنف التي جرت أخيراً في غزة وجنوب إسرائيل». وأضاف أن باريس «تدين بحزم إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية والهجوم الإرهابي الذي أدى إلى مقتل مدني إسرائيلي». وتابع: «من الضروري أن تبدي الأطراف كافة الحد الأقصى من ضبط النفس لتجنب التصعيد»، داعياً إلى «التهدئة واستئناف الحوار».