أعلنت الحكومة العراقية «اعتذارها» عن عدم استقبال لاجئين سوريين بسبب «الوضع الأمني». وقال المتحدث الرسمي للحكومة العراقية إنّ «مناطقنا الحدودية هي مناطق صحراوية ولا نستطيع توفير المساعدة، لسنا مثل تركيا والأردن حيث حدودهما هي مناطق حدودية، إذ يمكن توفير الخدمات. نحن نأسف. كنا نتمنى أن نساعد شعبنا الشقيق في سوريا»، فيما أغلق الجيش العراقي المعبر الرئيسي، في البوكمال، الى سوريا بجدران خرسانية، يوم أمس، بعد يوم من تصريحات لمسؤولين قالوا فيها إن مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على موقع حدودي على الجانب الآخر. وأفادت وكالة «رويترز» بأنّ مدنيين أحرقوا المبنى الحدودي الرئيسي في البوكمال بسوريا، ونهبوا المعدات الإلكترونية والكابلات منه. وتحركت مجموعة من نحو 15 سورياً، من بينهم شبان ونساء داخل وحول المبنى الذي اسودّت معالمه. ولم يكن هناك أثر لحرس الحدود السوري أو لمقاتلي الجيش السوري الحر أو لمدنيين يحاولون العبور إلى العراق. ولم يكن هناك قتال، وأمكن سماع صوت إقامة صلاة الجمعة من مسجد قريب على الجانب السوري.
وأفاد المسؤول في وزارة الداخلية العراقية، اللواء أحمد الخفاجي، بأنّ العراق عزّز القوات في النقاط الرئيسية بطول حدوده الصحراوية الممتدة 680 كيلومتراً مع سوريا، وكثّف الدوريات وإنه يستعد لاستقبال القادمين إليه. وقال الهلال الأحمر العراقي إن 2285 عراقياً، ممن فروا من سوريا، سجلوا أسماءهم للعودة إلى بلادهم خلال اليومين الماضيين، بعدما مروا بمعبر الوليد الحدودي الشمالي، حسبما ذكرت وسائل إعلام عراقية. ويقول المسؤولون العراقيون إن معبر الوليد، القريب من مدينة الموصل العراقية الشمالية، ما زال مفتوحاً. ويسيطر على الجانب السوري مسؤولون حدوديون من الحكومة السورية. وفيما تحدثت أنباء عن استعادة القوات السورية السيطرة على معبر البوكمال، أعلنت السلطات السورية، أمس، مقتل العشرات من المسلحين في المدينة، فيما قال مصدر طبي في المدينة إنّ 18 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب أكثر من 50 بجروح. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر في محافظة دير الزور أنّ «وحدة من قواتنا المسلحة لاحقت في مدينة البوكمال بدير الزور مجموعة من الإرهابيين حاولوا مهاجمة المواطنين وقوات حفظ النظام، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة». وأضاف المصدر إن «الوحدة العسكرية اشتبكت مع الإرهابيين، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات منهم، عرف منهم متزعم إحدى المجموعات الإرهابية إبراهيم الدبس، إضافة إلى الإرهابيين أيمن العبداي وثائر القدم، واستسلام آخرين».
من جهة أخرى، قال مصدر طبي في مدينة البوكمال لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» إنّ «18 شخصاً على الأقل قتلوا بينهم 4 أطفال، وأصيب أكثر من 50 بجراح بينهم عدد من النساء، جراء القصف والمواجهات التي تعرضت لها المدينة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)