فيما تترقب البعثات الدبلوماسية الأميركية والفرنسية حول العالم، التظاهرات التي من المتوقع أن تشهدها البلدان الإسلامية اليوم احتجاجاً على فيلم «براءة المسلمين» والرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الإسلام محمد، خرجت أمس تظاهرات جديدة في كابول وطهران وإسلام آباد وسط مساعي الأمم المتحدة للتهدئة عبر الدعوة إلى رسم حدود لحرية التعبير. وفي أفغانستان، تظاهر المئات سلمياً احتجاجاً على بث فيلم «براءة المسلمين»، الذي أنتج وصور في الولايات المتحدة. كما عبر المحتجون عن غضبهم من نشر أسبوعية «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة رسوماً كاريكاتورية مسيئة للنبي. وفي إسلام آباد، أصيب 50 شخصاً على الأقل بجروح في تظاهرة شارك فيها نحو خمسة آلاف شخص، تخللتها اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وسجلت تظاهرات أخرى في البلاد، جمعت أكبرها أربعة آلف شخص في لاهور من دون وقوع حوادث، فيما دعت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، الرعايا الأميركيين إلى ارجاء كل رحلاتهم «غير الضرورية» إلى باكستان. كما أعلنت السفارة الأميركية في إندونيسيا أنها ستغلق أبوابها وكذلك البعثات الأميركية في سورابايا (شرق) ومدان وبالي (وسط)، في البلاد التي تجمع أكبر عدد من المسلمين في العالم.
أما في طهران، فتظاهر نحو مئة شخص أمام السفارة الفرنسية، فيما منع عناصر الأمن المحتجين من الاقتراب من السفارة، وطالب المستشار الأعلى لمرشد الإيراني علي خامنئي، اللواء رحيم صفوي، المسلمين في العالم بمقاطعة البضائع الأميركية رداً على الفيلم المسيء. وأكد أن هذه «الإساءة بالتأكيد لن تمر من دون رد».
ووسط أجواء التوتر المستمرة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الفيلم المسيء للاسلام «فاضح ومخز»، مشدداً على أن حرية التعبير «حق ثابت»، يجب أن تتم حمايته بشرط ألا يصطدم بمعتقدات وقيم الآخر. وأضاف «حين يستخدم البعض حرية التعبير هذه لاستفزاز أو اذلال أشخاص آخرين بقيمهم ومعتقداتهم، حينئذ لا يمكن حمايتها بالطريقة نفسها».
من جهته، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، اكمل الدين احسان اوغلي، أمس إلى «موقف موحد» حول العالم ضد التحريض على الكراهية. ودعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الكسو» التابعة لجامعة الدول العربية، إلى «ردع عمليات الاعتداء على معتقدات المسلمين تحت غطاء ممارسة حرية الفكر والإبداع والتعبير». من جهته، دان حزب الحرية والعدالة المصري، نشر مجلة «شارلي إيبدو» رسوماً مسيئة للنبي، مطالباً الحكومة الفرنسية بـ«إجراء حازم وسريع» ضد المجلة.
أما وزير الخارجية الايطالي، جوليو تيرزي، فاعتبر أن الحكومات يمكنها أن تغلق في شكل مشروع المواقع الالكترونية التي تحض على الكراهية.
في هذه الأثناء، حجبت مجموعة «غوغل» التي تملك موقع «يوتيوب» مقتطفات الفيلم المسيء للاسلام عن سنغافورة، في حين بدأت محكمة اسرائيلية النظر في طلب تقدم به النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي طلب الصانع وعدد من رؤساء السلطات المحلية العربية ورجال الدين لحظر عرض الفيلم أو الوصول اليه على موقعي «غوغل» و«يوتيوب».
وفي تركيا، تقدم محامون أتراك بدعوى ضد مخرج ومنتج الفيلم لدى النيابة العامة في أنقرة، مطالبين بمحاسبتهما بحسب القوانين التركية بتهمة «النيل من القيم الأخلاقية» و«الكراهية الدينية».
في غضون ذلك، نفذت الممثلة الرئيسية في فيلم «براءة المسلمين»، سيندي لي غارسيا تهديدها. ورفعت دعوى قضائية ضد منتج الفيلم نقولا باسيلي نقولا، متهمةً إياه بخداعها لكي تمثّل في فيلم «دنيء ويستحق الشجب». وذكر موقع «تي أم زد» أن لي غارسيا قالت في دعواها إنها وقت التصوير كانت تمثل في فيلم مغامرات تاريخية في الصحراء العربية ولكن تم تغييره بشكل جذري بعد ذلك. وأشارت غارسيا إلى أنه تم وضع صوت فوق صوتها في الفيلم ليتضمن إهانات إلى النبي محمد تؤكّد أنها لم تتفوّه بها خلال التصوير.
إلى ذلك، من المقرر وضع إعلان يساوي بين الجهاد والهمجية الأسبوع المقبل في عشر محطات لمترو الأنفاق بنيويورك رغم مساعي مسؤولي النقل لمنعه. وطبقاً لوثائق المحكمة يقول الإعلان «في أي حرب بين الإنسان المتحضر والإنسان الهمجي ادعم الإنسان المتحضر. ادعم اسرائيل/ اهزموا الجهاد».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)