عاد الحديث، أمس، عن إمكان عدم تولّي خالد مشعل رئاسة المكتب السياسي لحركة «حماس» بعد الهيكليّة الجديدة التي تجريها الحركة في الأيام المقبلة، وذلك في ظل الاجتماعات التي يجريها قياديون بالحركة في القاهرة. وكشف مصدر مقرب من «حماس» عن اعتزام خالد مشعل عدم خوض الانتخابات الداخلية التي تجري الآن على مستوى الحركة. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، أمس، عن إبراهيم الدراوي، رئيس المركز الفلسطيني في القاهرة، المقرب من الفصائل الفلسطينية، قوله إن مشعل «أصرّ على عدم خوض الانتخابات، ولن يترشح إلى منصب رئيس المكتب السياسي الذي يشغله منذ عام 1996». وأضاف أن مشعل قال لأعضاء المكتب في الداخل والخارج، الذين يعقدون اجتماعات موسعة منذ أيام في القاهرة، إنه يريد أن يقدم نموذجاً للديموقراطية في ظل حالة الربيع العربي، كما يريد تجديد دماء الحركة.
وأكد الدرواي أن مشعل أخبر المكتب السياسي بأنه «سيكون جندياً كما كان قائداً»، لافتاً إلى أن قيادات عربية وإسلامية حثت القيادي الفلسطيني على البقاء في منصبه، وخصوصاً أن الحركة خلال فترة قيادته شهدت علاقات دبلوماسية موسعة في الوطن العربي وكذلك في أوروبا. وعن الأسماء المرشحة لخلافة مشعل، قال الدراوي إن هناك اسمَين، نائب رئيس المكتب، موسى أبو مرزوق، عن الحركة في الخارج، وإسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة من الداخل.
ومن المقرر أن تنتهي الانتخابات الداخلية للحركة الجارية حاليا نهاية العام الحالي. وتشهد القاهرة، منذ الإثنين الماضي، اجتماعات مكثفة و«مغلقة»، بعيداً عن الإعلام، تجمع بين قيادات المكتب السياسي للحركة في الداخل والخارج، بقيادة كل من مشعل وأبو مرزوق وهنية، ومن المقرر أن تغادر القيادات القاهرة اليوم السبت.
وكشفت مصادر سياسية مصرية وفلسطينية مطلعة على هذا الملف أن هذه الاجتماعات تبحث «آليات إجراء الانتخابات الداخلية للمكتب السياسي، والعلاقات بين مصر وغزة، وملف المصالحة بين حماس وفتح».
على صعيد آخر، وفي ما يخص الأزمة التي أثارتها زيارة وفد «حماس» إلى القاهرة، قال وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، إن مصر تستقبل رموز وقيادات حركة «حماس» كزوار فقط وليس بصفتهم الرسمية، مشيراً إلى أن لقاءه مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل جاء في هذا الإطار. وأكد عمرو أن مصر تواصل جهودها من أجل استكمال ملف المصالحة الفلسطينية، لأنه أحد اهتماماتها الرئيسية، وشدد على أن علاقة مصر بالفلسطينيين لا تميز بين أحد منهم.
ونفى الوزير ما تردد عن افتتاح مكتب لحركة «حماس» بالقاهرة، معتبراً أن هذا الموضوع لا أساس له من الصحة. وكانت وكالة «الاناضول» التركية قد ذكرت ان إدارة المكتب السياسي لحماس اصدرت أوامرها لمسؤولي مكتب حماس بسوريا بإغلاق مكتبها بسوريا والانتقال إلى القاهرة.
(الأخبار)