الكويت ــ الأخبار ما أن أُقفلت صناديق الاقتراع في الكويت، مساء أول من أمس، حتى خرج الفائزون، وفي صفهم الحكومة، وقيادات المعارضة، ليعلنوا أنّ المعركة حققت أهداف كل منهما. الفريق الأول أعلن أن نسبة الإقبال كانت جيدة، وأن الناخبين لم يستجيبوا لدعوات المقاطعة. أما المعارضة، فأعلنت عكس ذلك تماماً، وقالت إن نسبة الإقبال لم تتجاوز الـ 26 في المئة، أي بفارق 31 في المئة عن الانتخابات الماضية، بل أكدت أنها مستمرة في تحركها حتى إسقاط هذا المجلس الذي لا يعبر عن الشعب. لكن في قراءة النتائج يتبين أن المرشحين الشيعة ضاعفوا عدد مقاعدهم في المجلس الذي يتألف من 50 عضواً، بحيث ظفروا بـ 17 مقعداً. وكان الشيعة ممثلين بتسعة نواب فقط في المجلس الذي انتخب عام 2009، وبسبعة في المجلس المنتخب في شباط الماضي، فيما كان هناك دخول قوي للنساء، بعدما ظفرن بثلاثة مقاعد، كما يتبين من الأرقام التي عرضتها الصحف الكويتية أن العديد من المرشحين فازوا بنسب هزيلة جداً لا تتجاوز الـ 2 في المئة، وفق ما أوردت صحيفة «الجريدة».
وكانت القبائل الرئيسة الثلاث، العوازم ومطير والعجمان، البالغ تعدادها 400 ألف نسمة، والتي قاطعت الانتخابات، الخاسر الأكبر مع نائب واحد في المجلس الجديد، فيما كان لديها 17 في المجالس السابقة.
وبالنسبة إلى نسب الإقبال، فقد راوحت ما بين 40 في المئة و 26 في المئة. وأعلنت اللجنة الشعبية لمقاطعة الانتخابات في بيان: «رغم الحملة الإعلامية الحكومية للتدخل في العملية الانتخابية وانتقاداتهم الواضح للمقاطعة كحركة سلمية، جاءت صناديق الاقتراع لإثبات أن الغالبية العظمى من الناس يرفضون» الانتخابات. وأشارت الى أن الإقبال بلغ نحو 27 في المئة، مقارنةً بما يقارب 60 في المئة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في شباط الماضي. من جهتها، عقدت المعارضة اجتماعاً بديوان النائب السابق أحمد السعدون لمتابعة نتائج الانتخابات ونسبة الحضور. وقالت في بيان إنها رصدت المشاركة الانتخابية، وتبين لها أن المقاطعة كانت كبيرة. ورأى السعدون، أن «الانتخابات غير دستورية»، فيما دعا نواب معارضون الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى إلغاء تعديل قانون الانتخابات.
وأكد النائب السابق الاسلامي فيصل المسلم «سنستمر في حراكنا الوطني السلمي تحت سقف الدستور، وسنستخدم كل الوسائل السلمية الدستورية من ندوات وتجمعات ومسيرات، حتى اسقاط هذا البرلمان، وسحب مرسوم الصوت الواحد».
وفي المقابل، وبحسب صحيفة «الوطن» الكويتية، بلغت نسبة المشاركة في المئة 40.3 من اجمالي المقيدين في الجداول الانتخابية، في وقت كان فيه معدل نسبة الاقبال على التصويت في الانتخابات الثلاثة الاخيرة يقارب 59.7 في المئة، أي إن النسبة العامة للمشاركة انخفضت بواقع 19.4 في المئة. وكانت الانتخابات الماضية لمجلس 2012 هي الأعلى مشاركة، اذ بلغت نسبة المشاركة فيها 61 في المئة، وفازت فيه المعارضة الحالية، لكن وزارة الإعلام قالت إن نسبة المشاركة بلغت 38.8 في المئة، فيما قال رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي، إن هذه الانتخابات تفتح صفحة جديدة. وأكد خلال إدلائه بصوته أن «البعض، مع الأسف، لا يعترفون بالحقيقة، ولن يباركوا للفائزين، ولديهم اتهامات جاهزة».