القاهرة ــ الأخبارهل تكون القاهرة مستقرّ الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الأخير؟ سؤال تردّد في أوساط مصرية بعدما انتشرت عدة روايات عن مرور الرئيس الهارب بمطار شرم الشيخ ليلة هروبه، وبحثه عن مكان يأويه. طائرة بن علي هبطت في مطار شرم الشيخ بوساطة من الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي فشل في إقناع أصحاب القرار ببقاء بن علي. وبحسب روايات شبه رسمية، فإن الرئيس الهارب قضى ثلاث ساعات تقريباً في شرم الشيخ قبل أن يطير إلى جدة.
قصص أخرى أحدث تدور حول زيارة أخرى للرئيس الهارب إلى مصر لم تكن وجهتها شرم الشيخ، واستمرت ٣ أيام، دارت خلالها مباحثات بشأن إقامة بن علي في القاهرة واعتباره في حال «استجارة»، وهي الحال التي تكررت من قبل مع شاه إيران محمد رضا بهلوي بعد الثورة الخمينية عام ١٩٧٩. حينها رفضت عواصم العالم استقباله، إلّا أن الرئيس أنور السادات قرر استضافته على أساس عرف مصري بعدم رفض طلب من يستجير بالقاهرة.
الرئيس السوداني جعفر النميري توجه إلى القاهرة أيضاً بعد خلعه بعصيان مدني، كذلك أقام الملك الليبي إدريس السنوسي في القاهرة بعد الانقلاب العسكري عليه.
الروايات نفسها لها خاتمتان؛ الأولى تقول إن القاهرة أرجأت بتّ قرار استضافة بن علي إلى ما بعد زيارة يقوم بها إلى كندا حيث تقيم ابنته الكبرى، والثانية ترى أن القاهرة اعتذرت عن الاستضافة لأنها تمر في حالة احتقان سيضاعفها وجود رئيس أسقطته ثورة.
وبينما تؤكد مصادر أن هناك ميلاً لاستضافة بن علي في القاهرة بعد إعداد تجهيزات التأمين الضرورية، باعتباره لاجئاً سياسياً، ترفض جهات حقوقية في مصر الأمر. وقال مدير المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، ناصر أمين، إن قواعد اللجوء السياسي لا تنطبق على الرئيس المخلوع الذي لا بد من محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وإلى حين اتخاذ مصر قرارها النهائي (رويترز، أ ف ب، الأخبار)، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي أن المملكة استضافت بن علي حقناً لدماء الشعب التونسي. وأكد أن «السعودية ليست طرفاً في أزمة تونس، لكنها كانت جزءاً من الحل».
وكان لافتاً إعلان صحيفة «أم أم أس برس» الإلكترونية نقلاً عن مصدر طبي أن بن علي تعرض مساء أمس لجلطة في الدماغ لم يستفق منها بعد.
وتواجه السعودية انتقادات لاستضافتها بن علي. وطالب المعارض التونسي منصف المرزوقي السعودية بتسليم الرئيس المخلوع «لمحاسبته على الجرائم والسرقات» التي تنسب إليه، ودعا السعوديين إلى الانتباه، فبن علي «يمكن أن يسرق الكعبة».
وبعد تداول معلومات عن وصول صهر بن علي إلى مونتريال على متن طائرة خاصة، أكد مسؤول كندي أن المقرّبين من الرئيس التونسي المخلوع غير مرحّب بهم. ونقلت صحيفة «تورنتو ستار» أمس عن المتحدث باسم وزارة الجنسية والهجرة، دوغلاس كلام، تأكيده أن كندا «لن تمنح اللجوء لأفراد عائلة بن علي، من دون أن يؤكد أو ينفي وصول صهر الرئيس المخلوع». إلا أن الجالية التونسية في مونتريال لم تقتنع بالرد الحكومي الكندي، وأكدت عدم منع السلطات أفراد من عائلة بن علي من دخول البلاد.
وإلى سويسرا، أكدت الصحافة أن طائرة يملكها مقرّبون من الرئيس التونسي المخلوع احتجزت في مطار جنيف، بعدما قررت سويسرا تجميد أرصدة الرئيس السابق والمحيطين به.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)