في أجواء التصعيد الذي شهدته الساحة الليبية خلال الأيام الأخيرة، دعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف استهداف المسؤولين اللليبيين، فيما تدرس بريطانيا تسليح المعارضةذكرت صحيفة «ديلي ميل»، أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون أبلغ نواب حزبه بأنه «لم يستبعد تزويد قوات المعارضة الليبية بمعدّات عسكرية قاتلة، بعدما ضمن وزير الدفاع في حكومته، وليام فوكس، التزامات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة لإنهاء العقيد معمر القذافي مرة وإلى الأبد».
وكان فوكس قد زار الولايات المتحدة برفقة رئيس أركان الدفاع، الجنرال دايفيد ريتشاردز، وأجريا مباحثات مع وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الأميرال مايك مولين، بشأن الأزمة في ليبيا.
وأضافت الصحيفة أن بريطانيا والولايات المتحدة اتفقتا على توسيع الأهداف على أمل إنهاء نظام القذافي، وستشنّ واشنطن بموجب ذلك هجمات جوية تستهدف مخازن الوقود لجيش القذافي من أجل شل تحرك دباباته.
وأشارت إلى أن المحامين الحكوميين أعطوا رئيس الوزراء البريطاني الضوء الأخضر للمضي قدماً بتسليح قوات المعارضة الليبية، بعدما اقتصرت مساهماتها من قبل على تزويدها بالمستشارين العسكريين والدروع الواقية ومعدّات الاتصال.
من جهة ثانية، وخلال مؤتمر صحافي في واشنطن مع نظيره الأميركي، شكر وزير الدفاع البريطاني للولايات المتحدة موافقتها على وضع طائرات من دون طيار مزودة صواريخ في تصرف الحلف الأطلسي، موضحاً أن هذا الأمر «سيساعد في ضرب مزيد من الأهداف البرية».
بدوره، قال غيتس «نرى أن مراكز المراقبة والقيادة هي أهداف مشروعة»، موضحاً أن هذه المراكز تزود قوات القذافي بتعليماتها لارتكاب أعمال عنف بحق السكان المدنيين كما في مصراتة. لكن غيتس تدارك أن القذافي ليس هدفاً شخصياً لمقاتلات الأطلسي، وقال «لا نستهدفه تحديداً».
وكان الاتحاد الأفريقي قد أكد في بيان أنه «يطلب على الفور من الأطراف المتدخلة (في الأزمة الليبية) الامتناع عن أعمال بما فيها العمليات العسكرية التي تستهدف مسؤولين ليبيين كباراً وبنى تحتية اجتماعية واقتصادية، ما ينذر بمزيد من تدهور الوضع، ويزيد من صعوبة التوصل الى توافق دولي حول السبيل الأمثل لاتباعه».
في هذه الأثناء، اتفقت الدول الأعضاء في حلف الأطلسي على ارسال ممثل لها الى مدينة بنغازي، لإجراء اتصالات سياسية مع المعارضة، حسبما أفاد مسؤول في الحلف. وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية أن دول «مجموعة الاتصال» حول ليبيا ستجتمع في الخامس من أيار المقبل في روما لمتابعة مناقشاتها حول الوضع الليبي المتأزم.
في غضون ذلك، أكد ممثلو 61 قبيلة ليبية، في بيان نُشر في باريس ، أنهم «في مواجهة التهديدات لوحدة شعبنا، وفي مواجهة المناورات ودعاية الديكتاتور وعائلته، نعلن صراحة أنه لن يفرقنا أي شيء. فنحن نتشاطر المثُل الداعية الى ليبيا حرة وديموقراطية وموحدة».
في المقابل، قالت عائشة معمر القذافي، ابنة الزعيم الليبي، إن بعض المسؤولين السابقين الذين انشقّوا عن والدها وانضموا إلى المجلس الانتقالي الوطني في بنغازي، «ما زالوا على تواصل معنا». وأضافت أن هؤلاء «قالوا لنا إنهم يخشون على عائلاتهم وبناتهم وأبنائهم وزوجاتهم، لذلك اتخذوا هذه المواقف». ونقلت عائشة في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، عن تقارير استخبارية ليبية غير مؤكدة، أن الثوار باعوا أسلحة إلى حزب الله وحركة حماس.
في غضون ذلك، انتقد الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، قصف الأطلسي لمكتب القذافي في باب العزيزية، قائلاً «تعلمون أن القذافي صديقنا، لكن هذا الأمر لا علاقة له بالصداقة»، متسائلاً «من يملك الحق في اطلاق قنابل على هذا النحو؟ إنهم يسعون الى القذافي لقتله»، مشيراً إلى أن وفداً يضم مسؤولين ليبيين أرسله القذافي الى كراكاس لبحث إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)