تجمُّع معارِض جديد من لندن يعتبر التدخل العسكري «غير مرفوض بالمطلَق»... والأسد يشدّد على دور رجال الدين

يتواصل ارتفاع منسوب التوتر المذهبي ــ الطائفي في حمص، حيث سُجّلت في الساعات الماضية تصفيات طالت رموزاً محسوبة على النظام، بينما ظهر تنظيم معارض جديد لا مشكلة لديه مع تدخّل عسكري أجنبي
ظهر مولود معارِض جديد على الساحة السورية من لندن، أمس، باسم «التجمع من أجل الثورة السورية»، يرى أن التدخل العسكري في سوريا «غير مرفوض بالمطلق»، بينما كان الرئيس بشار الأسد يشدد على أهمية دور رجال الدين في تعزيز «اللحمة الوطنية» ومحاربة التطرف، وسط توترات ميدانية متواصلة، خصوصاً في حمص التي تشهد حملة تصفيات بحق رموز موالين، إضافة إلى القصير المتاخمة للحدود اللبنانية.

وقال رئيس الهيئة الإدارية في «التجمع من أجل الثورة السورية» والناطق الرسمي باسمه، خالد قمر الدين، إنّ التجمع «يدعو إلى دعم وتأييد الثورة السورية في الداخل وخيارات ثوارها وصولاً إلى إسقاط النظام وإقامة دولة مدنية ذات طابع برلماني حر يحتكم إلى صندوق الاقتراع، وإقامة دستور جديد يحافظ على هوية الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوّناته ويفصل بين السلطات ويكفل حقوق الإنسان وحرية تأليف الأحزاب لجميع المواطنين ومن دون تمييز». وأوضح قمر الدين أن «تجمعنا سلمي المبدأ ويرى أن للشعب السوري حق الدفاع عن نفسه، وأن التدخل العسكري ليس مرفوضاً بالمطلق لكنّ شروطه وثوابته تعتمد على الموقف القائم على الأرض، ولن تكون مطالبنا أكثر مما يدعو إليه، وسنكون صدى له ولا ننوب عنه». كذلك دعا إلى «نشر مراقبين دوليين تحت مظلة الأمم المتحدة لحماية المدنيين».
أما الرئيس السوري بشار الأسد فشدّد، أمام وفد من أعضاء «لقاء مسيحيي المشرق» الذين التقاهم في دمشق، على «أهمية دور رجال الدين في تعزيز اللحمة الوطنية ونشر الوعي ومحاربة التطرف». ونقل بيان رئاسي سوري عن الأسد وأعضاء الوفد إعرابهم عن «رفضهم الكامل لاستخدام الأديان حجة لتفتيت الأوطان وإضعاف الشعور الوطني والقومي».
في هذا الوقت، بدت محافظة حمص ساحة تصفيات، لكن هذه المرة بحق رموز موالية للنظام. فقد ذكر كل من «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ووكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن ضابطاً برتبة عميد وأستاذاً جامعياً اغتيلا في حمص، أمس. وبحسب «المرصد» و«سانا»، فإن «العميد الركن الدكتور نائل الدخيل، مدير كلية الكيمياء العسكرية، اغتيل في حي عشيرة برصاص مجهولين، والدكتور المهندس محمد علي عقيل، الأستاذ في كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث، اغتيل في حي الغوطة برصاص مجهولين». كذلك أوضحت «سانا» أن «مجموعتين إرهابيّتين أقدمتا على اختطاف اثنين من آل الشمقة في حي البياضة إلى جهة مجهولة، إضافة إلى محاولة اختطاف مروان مرعي رئيس لجنة لجان الاحياء بحمص، الذي أصيب بطلق ناري في الفخذ». وسبق أن اغتيل طبيب جراح اسمه حسن عيد في حمص أيضاً يوم الأحد الماضي، ما زاد من مخاوف تصعيد التوتر المذهبي في المدينة، لكون عيد علوي المذهب.
وفي حمص أيضاً، ذكرت «سانا» أنه عُثر «على سيارة محملة بالأسلحة الإسرائيلية والعبوات الناسفة». ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أنه «أثناء تفتيش سيارة سياحية في شارع الزير في حي الخالدية بمحافظة حمص، عُثر بداخلها على رشاش إسرائيلي و6 قنابل يدوية هجومية ودفاعية بينها قنبلة إسرائيلية، ومجموعة من العبوات الناسفة، اثنتان منها مجهّزتان للتفجير عن بُعد، إضافة إلى 4 عبوات ناسفة». وتابع أنه عُثر داخل السيارة أيضاً على «أجهزة اتصال حديثة ومجموعة من الأسلحة الحربية الآلية وكمية كبيرة من الذخيرة والمخازن، إضافة إلى بزات عسكرية مسروقة يستخدمها المسلحون لارتكاب أفعال إجرامية واتهام الجيش بها وتصويرها على شكل مقاطع فيديو وإرسالها إلى المحطات الفضائية المتعاونة معهم». وقد شهدت المدينة تشييع أربعة عسكريين وعناصر أمنيين وطبيب بحسب «سانا» أيضاً. أما في القصير، فقد نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصدر عسكري تأكيده أن مسلحين تمكّنوا من خطف 14 ضابطاً وجندياً في كمين ببلدة القصير، وقتلوا 6 جنود وعنصر أمن.
في المقابل، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن «السلطات السورية سلّمت جثامين 4 شهداء إلى ذويهم في بلدة حلفايا بمحافظة حماة كانوا قد فُقدوا إثر حملة دهم عسكرية في 16 من أيلول الجاري». وقال «المرصد» إن «مواطناً استُشهد وأُصيب 3 آخرون بجروح إثر إطلاق الرصاص بمحافظة حماة». كذلك فإن 4 جنود قُتلوا، وفق المصدر نفسه، في معرشمشة بمحافظة إدلب «إثر ملاحقتهم وإطلاق الرصاص عليهم بعد فرارهم من معسكر وادي الضيف، فيما اقتحمت قوات عسكرية وأمنية قرى كفرعميم والريان والشيخ إدريس الواقعة شرقي مدينة سراقب، ونفذت حملة دهم واعتقالات واسعة أدّت إلى اعتقال 17 شخصاً».
أما سياسياً، فقد أشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى أن سوريا «ستكون المحطة التالية في ثورات الربيع العربي»، معرباً عن أمله أن يُفتح الطريق إلى التحول في سوريا من خلال الإصلاحات. وأضاف أردوغان أنه «رغم التحذيرات والاجتماعات بشأن سوريا، لا يزال الشعب المسالم يتعرّض للقتل في سوريا»، موضحاً أن الأسد «لم يتخذ حتى الآن الخطوات اللازمة لوقف القتل، بل هو يحاول إخراس المطالب السلمية المشروعة للسوريين من خلال ممارسة الضغوط عليهم». وكشف أردوغان أنه سيزور محافظة هاتاي الحدودية مع سوريا حيث يعيش آلاف اللاجئين السوريين «في أقرب فرصة لتقويم العملية واتخاذ الخطوات اللازمة تجاه سوريا».
ومثلما كان متوقعاً، احتجّت فرنسا لدى دمشق بعد تعرّض سفيرها في سوريا إريك شوفالييه لهجوم بالبيض والحجارة أول من أمس في دمشق. ودانت وزارة الخارجية الفرنسية الحادثة على لسان المتحدث باسمها برنار فاليرو الذي قال «ندين هذا الاعتداء. السلطات السورية مسؤولة عن أمن موظفينا، وبهذا المعنى احتججنا صباحاً لدى السفيرة السورية في فرنسا» لمياء شكور.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)