ما زال الشارع المصري على إصراره في استرداد ثورته ومكتسباتها من المجلس العسكري الحاكم الذي أثارت قراراته الأخيرة بشأن قانون الانتخابات حفيظة غالبية المصرييناحتشد آلاف المصريين أمس في ميدان التحرير بالقاهرة، في جمعة «استعادة الثورة» والإعراب عن الغضب البالغ إزاء سلوك المجلس العسكري منذ إطاحة الرئيس حسني مبارك، وللمطالبة بإنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتطهير المؤسسات من عناصر النظام السابق، وتعديل القانون الانتخابي الذي أعلن أخيراً، وإلغاء العمل بقانون الطوارئ، فضلاً عن العدالة الاجتماعية.
ومع انتهاء الصلاة، هتف المحتجون «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام»، و«الشعب يريد إسقاط المشير». ورفعوا لافتات تقول «الثورة تقود ولا تقاد... الثورة تدير ولا تدار»، و«جئت اليوم لأكمل ثورتي لأن ثورتي لم تكتمل»، و«الحقوق تنتزع ولا توهب».
وألقى الخطيب مظهر شاهين خطبة الجمعة في المحتشدين، تعهّد فيها بحماية أهداف الثورة التي أطاحت مبارك، وحضّ المجلس العسكري الحاكم في مصر على تفعيل قانون يحول دون ترشح أعضاء الحزب الوطني المنحل لشغل مناصب عامة، إذ قال إنهم «أسهموا في إفساد الحياة السياسية». كذلك دعا إلى تعديل القانون الانتخابي الذي ينص على انتخاب ثلثي مجلس الشعب بنظام القوائم النسبية والثلث الآخر بالنظام الفردي.
وكان بين الحشد النجم الأميركي شون بن الذي رفع علماً مصرياً، وكان إلى جانبه الممثل المصري، الناشط السياسي خالد النبوي.
وقد أعلن النشطاء أنه ستنظم مساءً مسيرات عدة تتجه من أنحاء مختلفة في المدينة إلى ميدان التحرير تشارك فيها أحزاب سياسية ومجموعات مطالبة بالديموقراطية، غير أن مراسلاً لـ«فرانس برس» قدّر عدد المحتجّين بعد ظهر الجمعة بنحو ثلاثة آلاف.
من جهتها، قالت جماعة الإخوان المسلمين التي قاطعت التظاهرة إنها يمكن أن تنظّم تظاهرات حاشدة إذا لم يستجب المجلس العسكري، بحلول يوم الأحد، لمطالب تقدمت بها مع عشرات الأحزاب تشمل العزل السياسي قبل الانتخابات التشريعية المقبلة لأعضاء الحزب الوطني الديموقراطي المحلول.
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، رفع آلاف المحتجين لافتات كتبت عليها عبارات «الشعب يريد إسقاط القناع عن وجه طنطاوي»، و«الشعب يريد إسقاط شركاء المخلوع... المجلس العسكري»، و«لا للمجلس العسكري ولعصام شرف (رئيس مجلس الوزراء) وللانتخابات المشبوهة وللطوارئ»، وهتفوا «يسقط يسقط حكم العسكر».
وفي الأسبوع الماضي، أثار طنطاوي حفيظة الكثير من المصريين بشهادة أدلى بها في القضية المتهم فيها مبارك بالتآمر مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لقتل متظاهرين خلال الانتفاضة، إذ قال محامون حضروا الجلسة التي عقدت سراً إن الشهادة كانت في مصلحة مبارك.
وكشف برنامج «منتهى الصراحة» على فضائية «الحياة» المصرية، ليل الخميس ــــ الجمعة، جزءاً من كلمة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي، خلال المحاكمة، إذ قال إنه «لم يتلق أمراً مباشراً أو أي طلب بإطلاق النار أثناء ثورة يناير المجيدة». من جهة أخرى، أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس، إنه سيواجه اقتحام مبنى وزارة الدفاع الذي دعا إليه نشطاء على موقع فايسبوك بالشدة.
وفي جديد المحاكمات المصرية، أحيل أمس أربعة شرطيين وعسكريين على محكمة عسكرية في مصر، بعد عرض تسجيل فيديو على الإنترنت يظهر عناصر من قوات الأمن يضربون معتقلين ويصعقونهم بالكهرباء، حسبما أوردت وكالة «أنباء الشرق الأوسط».
أمنياً، شهدت قرية «المرينات» بصعيد مصر صدامات بين مسلمين ومسيحيين، بعد ظهر أمس، أدّت إلى إحراق عدد من متاجر المسيحيين، بعدما أقدمت مجموعة من المصلين، عقب صلاة الجمعة، على هدم أنقاض مبنى قديم بالقرية كان يُعدّ لبناء كنيسة، بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «الأهرام» المصرية. وحاصرت القوى الأمنية القرية لمنع تجدّد الاشتباكات.
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)