غادر مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، صنعاء دون التوصل الى نتيجة في مساعيه للاتفاق على نقل السلطة، فيما من المتوقع أن ينقل الملف اليمني إلى مجلس الأمن الدولي، في ظل تواتر التسريباب عن مساع غربية لاستصدار قرار من مجلس الأمن يطالب الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، بإتمام عملية نقل السلطة وتطبيق المبادرة الخليجية. وأكد بن عمر، في ختام جولة غير مثمرة من المحادثات مع أطراف الأزمة استغرقت أسبوعين، أن القادة اليمنيين «يتحملون مسؤولية التوصل إلى حل سياسي»، ويتعين عليهم «ألا يخفقوا في تحمل هذه المسؤولية القيادية». وأضاف المبعوث الأممي «إنني تأثرت كثيراً بقدرة التحمل التي تبديها كافة شرائح الشعب اليمني وهي تحاول التكيف مع العنف والنقص في الإمدادات والقيود على الحركة، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة إلى مستقبلهم»، مشدداً على أن «لصبر اليمنيين حدوداً، وتقع على عاتق جميع القادة اليمنيين مسؤولية كسر هذا الجمود، ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي».
كذلك أكد بن عمر أن الأمم المتحدة «ستواصل الانخراط مع كافة الأطراف في هذا المنعطف الخطير في تاريخ اليمن، وستواصل مساعدة اليمنيين على السير قدماً»، فيما كشف مصدر في مكتب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن توجه أميركي بريطاني فرنسي وبموافقة خليجية، نحو إحالة الملف اليمني على مجلس الأمن الدولي لتطبيق المبادرة الخليجية وفقاً للبند السابع.
وقال المصدر إن هادي بذل جهوداً كبيرة للخروج باتفاق على نقل السلطة سلمياً في اليمن قبل إحالة ملف المبادرة الخليجية على مجلس الأمن، متهماً المؤتمر الشعبي العام الحاكم بالتسبب في فشلها، بعدما اتهمه بالتمسك بعدم تنحي صالح، فيما حاول الأمين العام المساعد للحزب الحاكم، أحمد بن دغر، الالتفاف على الضغوط من جديد، بإعلانه أن صالح وحزبه مستعدان لإجراء حوار مع المعارضة للخروج بحل للوضع الحالي الذي تمر به
البلاد.
وفي السياق، أبلغ عدة دبلوماسيين غربيين في نيويورك وكالة «رويترز» أن الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين يضعون الخطوط العريضة لمشروع قرار محتمل يدعو اليمن إلى التمسك بخطة نقل السلطة، إلا أنه لم يتمّ بعد إطلاع روسيا والصين، العضوين الدائمين الآخرين في مجلس الأمن، على مضمونها، وسط توقعات بمواجهة الخطوة بمعارضة من البلدين، لرفضهما مبدأ التدخل في الشؤون الخارجية للدول، ومن بينها اليمن.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)