أعلنت السلطة الليبية الانتقالية، أمس، إنشاء جهاز أمني لملاحقة «الطابور الخامس» التابع للزعيم المتواري معمر القذافي، فيما أكد وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي المشاركون في العملية العسكرية بليبيا عزمهم على الاستمرار في هذه المهمة طالما أن التهديدات مستمرة، بالرغم من أنهم لفتوا إلى أن النهاية باتت قريبة. وعقد الوزراء اجتماعاً في بروكسل، خلال اليومين الماضيين، بحثوا فيه أفق إنهاء المهمة في ليبيا، وأكدوا في ختام المباحثات أن وقف انتهاء عملية «الحامي الموحد» يقترب لكن المهمة لم تنته بعد. وقال الأمين العام للحلف، أندرس فوغ راسموسن، «من الواضح أن النهاية قريبة، فقوات القذافي تقاتل لقضية خاسرة، وتهديد المدنيين يتلاشى». وأضاف «نحن مصممون على المضي قدماً في العملية طالما أن التهديدات مستمرة، بل سننهيها ما إن تسمح الظروف بذلك، ونحن مستعدون لإنهاء المهمة عند تلبية الشروط السياسية والعسكرية».
وأكد الوزراء أن التوجه الإيجابي في ليبيا مستمر، لكنهم لفتوا إلى أن كل سكان ليبيا ليسوا في مأمن بعد من اعتداءات قوات القذافي، وأجمعوا على «التزامهم الراسخ» بتوفير الموارد حتى انتهاء العملية. وأعربوا عن شكرهم لشركاء الحلف على مساهمتهم التي «لا تقدر بثمن» في عملية «الحامي الموحد». وعبروا عن استعدادهم لدعم السلطات الليبية الجديدة في عملية إصلاح القطاعين الدفاعي والأمني إذا طُلب منهم ذلك. وسئل وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه على هامش اجتماع بروكسل عن الظروف التي إذا توافرت سينهي الحلف حملته، فقال «يجب ألا تكون هناك أي جيوب للمقاومة، ويجب أن يطلب المجلس الوطني الانتقالي هذا».
من جهة ثانية، قال مسؤول الشؤون الداخلية لدى المجلس الوطني الانتقالي، أحمد الضراط، إن الحكومة الجديدة تعمل على إنشاء وكالة أمنية مهمتها الرئيسية ستكون اقتلاع مؤيدي العقيد القذافي، الذين يختبئون في المدن والبلدات الخاضعة لسلطة المجلس. وأضاف، في حديث لوكالة «رويترز»، إن الوكالة الأمنية الجديدة ستستبدل الجهاز الأمني الأكثر إثارة للرعب، الذي كان يحكم البلد بالتخويف والاعتقالات منذ 42 عاماً من حكم القذافي. وقال «في ما يتعلق بـ (جهاز) الأمن الداخلي، هناك أمر بإلغائه. ونحن ندرس طريقة من أجل خلق هيكل» أمني جديد. وأضاف إن «مهمة هذا الجهاز يمكن أن تكون ملاحقة الطابور الخامس من أنصار القذافي. هذا سيكون التخصص الوحيد لهذا الجهاز، الذي سيُنشأ».
إلى ذلك، أعلنت الأجهزة الأمنية الليبية المختصة العثور على نحو 900 جثة في أنحاء العاصمة طرابلس منذ تحريرها من كتائب القذافي في آب الماضي. ونقلت صحيفة «قورينا الجديدة» عن مصادر في الأجهزة الأمنية لم تحددها أن «الجثث كانت مقيدة الأيدي إلى الخلف، منها ما يرتدي أصحابها الزي العسكري الرسمي لنظام العقيد الهارب معمر القذافي، ومنها ما يرتدي الملابس المدنية، ويعتقد أنها للثوار».
إلى ذلك، وصل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل، الى بغداد أمس، في زيارة مفاجئة غير معلن عنها مسبقاً، على رأس وفد من المجلس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)