القاهرة | أكد مصدر في الجامعة العربية عودة المطالبات بتجميد عضوية سوريا في الجامعة إلى الواجهة، بعدما أشار إلى أن «هناك حالة استياء كبير من عدم التزام النظام السوري بمبادرة الجامعة العربية التي وافق عليها قبل عدة أيام». وأكد المصدر نفسه أن هناك لقاءً سيعقد قريباً بين الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون لمناقشة «إجراءات جديدة ضد النظام السوري، رداً على عدم التزامه ببنود مبادرة الجامعة العربية التي وافق عليها في اجتماع وزراء الخارجية الأسبوع قبل الماضي».
في غضون ذلك، منع حوالى ١٠٠ محتج سوري معتصمين أمام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة وفداً من معارضة الداخل السوري من لقاء العربي لإجراء محادثات وفق «المبادرة العربية بشأن سوريا»، وألقوا البيض على الوفد بعدما اتهموا أعضاءه بأنهم متعاونون مع النظام السوري ولا يسعون إلى إطاحة الرئيس بشار الأسد، بل تثبيت دعائم حكمه، فيما تمكن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم من الإفلات من أيدي المعتصمين والدخول إلى مقر الجامعة.
وقال أحد المحتجين المعتصمين منذ أسابيع أمام مقر الجامعة للمطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد النظام السوري «هذه المعارضة القادمة من دمشق كاذبة مئة في المئة. إنها تريد حواراً من أجل النظام وبقائه».
وأضاف «ألقينا بالبيض على هؤلاء الخونة، ونجحنا في إبعادهم. نحن لا نريد مفاوضات مع النظام السوري». ومضى يقول «نحن نطالب بإسقاط هذا النظام ومحاكمة مجرميه على ما اقترفوه في حق الشعب السوري».
من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، عن أسفه للاعتداء الذي تعرض له وفد من معارضة الداخل الذي كان يفترض أن يكون في عداده كلّ من ميشال كيلو وهيثم مناع، إضافة إلى حسن عبد العظيم ولؤي حسين وسمير عيطة.
وقال العربي، في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، «حدث استخدام لعنف لا أدري سببه، ونأسف للاعتداء عليهم»، موضحاً أنه التقى عبد العظيم لأن «الجامعة العربية تلتقي كل المعارضين السوريين من الداخل والخارج، وسبق أن التقيت أكثر من مرة ممثلي المجلس الوطني السوري»، مشيراً إلى أن الجامعة العربية مكلفة بذلك من قبل مجلس وزراء الخارجية العرب.
ورداً على سؤال: «على أي أساس جرى تحديد وفد المعارضة، خاصةً أن المعتصمين أمام الجامعة العربية يتهمون الوفد بأنه ينسّق مع النظام السوري»، قال العربي «من حقهم أن يقولوا أي شيء، وكذلك حسن عبد العظيم شخصية سورية لها تاريخ طويل ومن حقه أن يلتقينا».
وأعاد العربي التأكيد أن الجامعة العربية مكلفة بمقابلة المعارضة السورية، قائلاً «أي شخص من المعارضة السورية يطلب اللقاء نلتقيه، وقابلت كل المعارضين في الخارج»، مشيراً إلى أن الجامعة العربية كأمانة عامة تنفذ القرارات
بحذافيرها.
وفي السياق، أوضح العربي «أن خطة العمل العربية تقضي بأن تتخذ خطوات عدة»، وهو على اتصال مع دمشق ومع المعارضة ومع عدد كبير من الدول العربية، حيث اتصل به عدد كبير من وزراء الخارجية العرب، وسيجري خلال اجتماع السبت المقبل تقويم الموقف من جميع الوجوه، ومن خلال المتوافر لدى الجامعة العربية من المعلومات، واللقاءات مع المعارضة السورية لهذا الغرض».