لا تزال إمارة الكويت تعيش تداعيات اقتحام مجلس الأمة، يوم الأربعاء الماضي، والذي انقسم النواب بشأنه بين مؤيّد ومعارض، فيما صدرت اتهامات للسعودية بالتورط في عملية الاقتحام، وسط استعدادات معارضي «ساحة الإرادة» لمسيرة «لا تنقضوا الميثاق» يوم الاثنين المقبل، بعد إغلاق الداخلية لساحة الإرادة. وقال النائب فيصل الدويسان لقناة «بي بي سي» إن «60 شخصاً ممن اقتحموا مبنى مجلس الأمة وقاعة عبد الله السالم يحملون جنسية إحدى الدول الخليجية، ويبدو أن الديموقراطية الكويتية صارت مؤرقة لبعض الدول»، في إشارة غير مباشرة الى السعودية.
واستدعت هذه التصريحات ردّاً من نواب آخرين، فقال النائب دليهي الهاجري إن «اتهام السعودية بأنها تسعى إلى بثّ القلاقل في الكويت هو اتهام متعجّل وغير مثبت ومستغرب»، وفقاً لما أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة «الوطن». وأضاف الهاجري «كأنه لا تكفينا مشاكلنا حتى نستورد مشاكل أخرى من الخارج ونورّط غيرنا فيها». وأكد أن «المملكة السعودية مواقفها مشهودة، ونحن لا نتهمها بل نتّهم غيرها».
بدوره، كتب النائب المعارض وليد الطبطبائي على «تويتر» مستغرباً «صمت الحكومة المطبق عن اتهام النائب الدويسان للسعودية بإثارة القلاقل في الكويت، والحكومة لم تتأخر عندما تكلم هايف على السفير السوري».
من جهة ثانية، هاجم نواب كويتيون اقتحام مجلس الأمة، ووصف النائب عدنان المطوع ما حدث بأنه «فوضى ستؤدي إلى المزيد من الفوضى، ومن قام بها غير قادر على إيقافها»، فيما رأت النائبة أسيل العوضي أن «ما حدث لم يكن مقبولاً، وللأسف أنه كان بالجرم المشهود من قبل بعض النواب حينما اقتحموا المجلس». لكنها جددت تأييدها وكتلة «التحالف الوطني الديموقراطي» التي تنتمي إليها للاستجواب المقدّم من كتلة المقاطعة إلى رئيس الحكومة.
أما النائب مخلد العازمي، فأعلن أن مكتب مجلس الأمة سيحيل النواب على النيابة العامة، وستصدر بحقهم أحكام، وقال «لا نعلم ما الرسالة التي يريدون إيصالها من دخول القاعة ليلاً. فهؤلاء ليسوا سوى 300 شخص من مليون و150 ألفاً»، داعياً النواب من المعارضة إلى «الرحيل والاستقالة وتخليص البلد من شرّكم».
في المقابل، لا تزال المعارضة تواصل استعدادها للتصعيد في الشارع، رغم إغلاق ساحة الإرادة من قبل وزارة الداخلية، بحيث دعا تجمع «نهج الشبابي» إلى تجمّع جديد مساء الاثنين المقبل تحت شعار «اثنين لا تنقضوا الميثاق» في ساحة الإرادة.
وكان النائب المعارض مبارك الوعلان قد ردّ على إغلاق وزارة الداخلية لساحة الإراده قائلاً إن «شعب الكويت هو من أوجد ساحة الإرادة وأوجد الروح المناهضة للفساد»، مضيفاً «لا تتعبوا حالكم، الكويت ستكون كلها ساحة إرادة».
وانبرى نواب المعارضة لتبرير اقتحام البرلمان، فقال النائب عبد الرحمن العنجري «لقد عبّرنا عن موقفنا بطريقة حضارية، فلا ديموقراطية من دون حريات». ولفت إلى أن «البرلمان البريطاني دخلته مجموعة من المواطنين في عام 1890 لتنظيفه من الغالبية المرتشية». أما النائب وليد الطبطبائي، فقال إن «الأحداث قُرئت بالمقلوب، وتركنا الناس تعبّر عن رأيها دون أي تكسير، وكل ما كسر هو كأس، وجرت إزالتها. اسألوا من المسبّب لغضب الشعب الكويتي. رئيس الحكومة والوزراء والنواب الذين وافقوا على شطب الاستجواب».
وبالنسبة إلى تجمع يوم الاثنين المقبل، كتب الطبطبائي على «تويتر»: «الإخوة الأعزاء رجال الأمن، وجودكم ضروري يوم الاثنين بساحة الإرادة في اعتصام «لا تنقضوا الميثاق» لأجل تسهيل وصول المواطنين وراحتهم».
بدوره، أكّد النائب مسلم البراك أنّه لم يحدث عبث في القاعة، وقال إن «اقتحام البرلمان مشروع، ونحن من اقتحم وفتح الأبواب وليس الجمهور. هذا مجلسنا. بالأمس كانت خطوة وغداً خطوات. ما حدث الانطلاقة الحقيقية لانتزاع المجلس من القبيضة والحكومة من ناصر المحمد، والعودة إلى الأمة مصدر السلطات».
(الأخبار)