أقدمت اسرائيل أمس على إغلاق جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس، وبررت تل أبيب القرار بأنها مخاوف على السلامة العامة، وسط استنكار فلسطيني وإسلامي لـ «الاعتداء على المسجد الأقصى». وأكد المتحدث باسم البلدية الإسرائيلية للقدس، ستيفن ميلر لوكالة، «فرانس برس» اغلاق جسر باب المغاربة، قائلاً «قررت الشرطة وصندوق تراث حائط المبكى أمس إغلاق جسر باب المغاربة المؤقت عقب رسالة من البلدية أمهلت فيها الصندوق سبعة أيام لتقديم التماس ضد أمر مهندس البلدية» بهدم الجسر. واوضحت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها أن «الحرم الشريف كالعادة مفتوح أمام المصلين الفلسطينيين». وفي أول ردود الفعل، نددت السلطة الفلسطينية، على لسان الناطق باسم الرئاسة، نبيل ابو ردينة، بالخطوة، التي عدّتها تصعيداً اسرائيلياً مداناً ومرفوضاً. واشار إلى أن هذه الممارسات والإجراءات، سواء في القدس أو إغلاق باب المغاربة واعتداءات المستوطنين وقرار بناء أربعين وحدة استيطانية جديدة، تؤكد لنا أن هذه الهجمة الإسرائيلية هدفها التصعيد ضد أي جهود دولية، وخاصة ضد جهود اللجنة الرباعية لمحاولة إحياء عملية السلام المتعثرة بسبب الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية.
من جهته، رأى المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أن «الخطوة خطيرة وتنم عن مخطط صهيوني بدأ بالفعل، وهو العدوان على المسجد الأقصى، وهذا عمل عدواني وبمثابة اعلان حرب دينية على المقدسات الإسلامية في القدس». وأضاف «هذا بحاجة الى حالة استنفار عربي إسلامي لوقف هذا الحدث الخطير، وضرورة أن تتراجع حكومة الاحتلال عن هذا القرار، لأنه مس بحق من حقوق الشعب الفلسطيني في القدس، والمسجد الأقصى المبارك». ورأت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن إغلاق الجسر يمثّل «عدواناً صارخاً» على المقدسات في المدينة. وقال المراقب العام للجماعة، همام سعيد، إن هذه الخطوة في غاية الخطورة، مؤكداً أن «لا حل سوى المقاومة ضد هذا الكيان (إسرائيل) حتى تسلم مقدسات الأمة وبلادنا المحتلة من هذا العدوان الصارخ عليها». وأضاف إن «هذه الخطوة لها ما بعدها، فهي خطوة في طريق استكمال مشروع يهودية الدولة، وذلك لا يجري إلا بهدم المسجد الأقصى، فالكيان الصهيوني لا يتخلى عن طبيعته العدوانية، ولا يتخلى عن مؤامراته في تهويد كامل فلسطين».
( أ ف ب)