«من ضيّع الأصدقاء ضاع ومن باعهم أكلته الضباع». هكذا بدأ ضاحي خلفان التميم حفلة «الردح» على وسائل التواصل الاجتماعي مع تركي آل الشيخ، ليردّ عليه الأخير بالقول: «صاحبي والله ما عادك صاحبي، الزمن غيّرك وظروف الحياة». تراشقٌ كلامي قد يكون التعبير الأنسب عن الأزمة الحاصلة بين السعودية والإمارات، والتي تُعدّ نتاجاً لجملة تراكمات يبدو أن اللحظة حانت لتَفجّرها، من دون أن تعني بالضرورة حتمية وقوع طلاق بائن. في خلفيات ما يجري، يبدو أن ثمّة تقاطع مصالح بين محمد بن سلمان والحلف «الإخواني» في المنطقة، تقتضي تبريد الأجواء والتحضير لسلسلة تفاهمات لا تفتأ مؤشّراتها تثير استياء أبو ظبي وسخطها. لكن ابن سلمان، الذي يقبع وسط كَومة خيبات جرّه إليها محمد بن زايد، لا يجد بدّاً من الخروج من هذه الشرنقة، خصوصاً في ظلّ الإحجام الأميركي، إلى الآن، عن إعطائه «الأمان» في طريق وصوله إلى العرش. في هذا السياق تحديداً، يمكن فهم الخطوات السعودية الأخيرة بوجه الإمارات، التي ليس تمرّدها في «أوبك»، في المقابل، إلّا وجهاً من وجوه الزعل (غير المكتوم) من «الشقيقة الكبرى»