وفاء عواد
على مسافة خمسة أيام من العودة المرتقبة لأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى إلى بيروت، والاجتماع الرباعي المقرّر عقده في 24 الجاري برعاية الجامعة، فإن الضبابيّة لم تفارق المواقف الاستباقيّة للعودة المنتظرة، في ظلّ الإجماع على أن لا جديد معلناً يمكن البناء عليه، ما عدا «ارتياحاً ضعيفاً» لمدى تأثير الحوادث الأمنية المتنقّلة في الشوارع على سير المساعي التي ستجري في إطار حل الأزمة السياسية. وعلى إيقاع الرفض الأميركي للمبادرة العربية، فإن كل التوقّعات تشير إلى أن موسى لن يجلب معه عصا سحريّة تقلب المعادلات، فـ«المعارضة لا تزال مستعدّة لأن تكون إيجابيّة في إطار البحث في السلّة المتكاملة. والآتي رهن موقف الفريق الآخر»، وفق تأكيد الوزير المستقيل محمد فنيش. أما الموالاة، فما زالت تؤيّد المبادرة، مع تمسّكها بضرورة «فصل قصّة الرئاسة عن موضوع الحكومة»، على قول النائب إلياس عطا الله.
وفي انتظار المسعى الحواري الجديد، فإن فنيش يرى أن معالجة الأزمة «تعدّت إطار التفاؤل والتشاؤم»، إذ «لا معطيات جديدة. وما علينا سوى الانتظار».
وفي قراءة لما جرى وسيجري، يرى النائب إسماعيل سكّرية أن المبادرة العربية لن تنتج شيئاً، لأنها «لا تمتلك إرادتها السياسية في فرض حلّ، ولا قدرة التمرّد على التوجّه الأميركي»، و«هذا ما أكّده ساترفيلد عندما تكلّم بسخرية عن المبادرة»، وإمكان نجاحها رهن بـ«إبطال مفعول الفيتو الأميركي».
وإذ يختصر جديد زيارة موسى بـ«محاولة ملء فراغ الوقت العربي، أي التقاط الأنفاس، إنقاذاً لقمّة دمشق»، بعيداً عن أي شيء عملي في شأن الملف اللبناني، يشدّد سكريّة على أن سوريا «لا تستطيع الرضوخ ولا لشكل من أشكال الضغط العربي المتماهي مع الموقف الأميركي».
ورهاناً منه على معطيات خارجية جديدة قد يحملها موسى معه إلى بيروت، يستبق عطا الله المسعى الحواري الجديد بالتأكيد أن الموالاة «لن تقبل بأن تكون المبادرة غير الملتبسة النصّ وسيلة عند المعارضة للابتزاز»، فـ«نحن تخلّينا عن خيار النصف زائداً واحداً، ولن نعود إلى لعبة الأرقام التي باتت رهن تحديد الجامعة لها»، مشيراً إلى أن أي حديث عن الثلث الضامن هو «تعطيل للحلّ».
وفي غياب «العناصر الجديدة»، يطلّ عطا الله على واقع الأخطار الأمنية التي «من الممكن أن تكون قد ولّدت قناعة بضرورة الدخول في الحلّ»، في ظلّ المساعي الخارجية والتعقيدات الإقليمية، غامزاً من قناة قمّة دمشق و«تمسّك سوريا بها، ما قد يدفع نحو التعقل».
من جهته، يستبق النائب فيصل الصايغ عودة موسى بعبارة: «لا تفاؤل ولا تشاؤم»، فـ«ما من شيء تغيّر حتى الآن»، ولو أن إبقاء المبادرة العربية حيّة يعني «ضغوطاً جديّة على النظام السوري الذي ما زال يتعامل مع لبنان كرهينة»، واضعاً ما يُحكى عن أن لا قمّة في غياب رئيس لبناني في إطار «التزام العرب بحق لبنان في الوجود»، و«هذا ما يريحنا، لأنه يعني أن لا صفقات على حسابنا».