انطون الخوري حرب
كانت كوادر التيار الوطني الحر في لبنان عموماً، والمتن خصوصاً، في حاجة الى شرارة للاندفاع نحو «التحدي الكبير»، فوفّرها لهم «المرشح» الرئيس أمين الجميل، إذ فعلت الاتهامات التي وجّهها الى العماد ميشال عون فعلها في نفوس الناشطين العونيين، حاليين وسابقين، وهذا ما يلمسه المرء في المكتب المركزي لحملة مرشح «التيار الوطني الحر» كميل خوري في جديدة المتن، حيث تُعدّ شعارات انتخابية تحمل اتهامات الجميل من نوع «هواة حروب الإلغاء»، «شركاء في الجريمة»، «أعداء لبنان»، و«غرباء في المتن»... مذيّلة بردود العونيين وتعليقاتهم عليها.
ورشة العمل بدأت. المكاتب في المتن تستقبل طلبات الحصول على البطاقات الانتخابية، الجو الحماسي ينعكس في تعليقات الناشطين: «نعدكم بالنصر مجدداً»! الاتصالات تنهمر على المكتب من كل مكان، من عونيي الأقضية اللبنانية والانتشار الاغترابي مستفسرين عن الوضع. فيما ترد تقارير عن «تحضيرات لشغب تقوم به القوى المقابلة»، وعن «المال الانتخابي» الذي يستعدّ «بيت مال المستقبل لتوزيعه» بحسب أحد مسؤولي المكتب. ابراهيم كنعان كالملكة في «قفير النحل»: حركة لا تهدأ ليل نهار. والجنرال يتصل من ألمانيا، وهو «ما كان ليرحل قبل اطمئنانه إلى النتيجة سلفاً».
الحماسة على أشدها بين عونيي الأقضية أكثر مما هي بين عونيي المتن، إذ يبدو الأخيرون واثقين من الفوز لأنهم أكثر معرفة بـ«أرض المعركة». ويبقى التركيز على المستقلين الذين يُعدّون ما بين 10 آلاف و12 ألف ناخب.
الحليف ميشال المر يجتهد ليثبّت مواقعه في المعادلة المتنية، اما الطاشناق فيرى في المعركة انتقاماً من تيار «المستقبل»، فيما القوميون الاجتماعيون سيتفانون ضد الجميل اكثر من «حبهم» لعون، ويقدّر حجم قوتهم التجييرية بـ 2500 صوت.
أهداف العونيين في معركة المتن «استعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية، ورفض تهميش المسيحيين»، وهم لا يعوزهم سوى المزيد من الاتهامات التي يوجهها اليهم الرئيس السابق والمرشح الحالي، و«إدانات» النائب سعد الحريري، و«تهويلات» قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ليزدادوا حماسة، وثقة بأن المعركة «محسومة».