مالك أكرم سعيدشاعر الأرض والهوية والقضية، والإنسان المقاوم المعذب في فلسطين. شاعر الكلمة الساحرة التي تخترق، لتحفر عميقاً في القلوب والوجدان. فارس العقل والفكر والحكمة والوعي، صاحب الصوت العالي المدوّي، لفضح الصهيونية، ومن يقف وراءها من قوى الاستعمار العالمي، والتي لا تهدأ أحلامها، في محاولة فرض الهيمنة والسيطرة على العالم، من أقصاه إلى أقصاه. من رواد العروبة وحرية الإنسان، في كل عصر وزمان، الذي ناصر بقوة قضية تحرير الشعوب والأوطان، في كل أرض ومكان، الإبداع والتألق اللا محدود، والعملاق الفلسطيني العربي العالمي، محمود درويش، انتقل إلى جنات الخلد والنعيم، جسداً فقط، لأنّ شعره المميز اللافت العذب الرقيق، القادر على الاختراق والاكتساح والانتصار، باق دوماً، يفعل فعله العجيب الغريب، فهو سلاح ومرشد ومعين وغذاء روحي ودواء، لأبناء أمتنا العربية وأحرار العالم.
كتب درويش لفلسطين الحبيبة، دماءً زكية طاهرة، وآلاماً تدمي القلوب. نظم قصائد في ترابها الوطني المقدس، وهوائها السماوي العليل، وبرتقالها اللذيذ المنعش، والزيتون، وفي مساحاتها الخضراء، والتي تأخذ عقولنا والعواطف، شعر محمود درويش، رضوان الله عليه، صوت الشعب الأبي العظيم، الذي أدهش العالم بتضحيات قلّ مثيلها عبر التاريخ، ونبض الثورة المباركة المجيدة، التي جسّد أبطالها البواسل، بالدماء الغالية والأرواح الطاهرة، على مدى سنين طوال، ولا يزالون: «نموت وتحيا فلسطين».
درويش وأمثاله من الكبار، مدرسة ورمز وعنوان وأمثولة، في الكفاح الوطني المرير. ستبقى قصائده وأفكاره وقيمه العالية السامية والمبادئ، منارة لا تنطفئ، لتضيء أمام أجيالنا الحاضرة والمقبلة طريق المستقبل، الذي سيتحقق فيه النصر المبين.