لم يُكتب لنادي العهد استعادة لقب كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. عاد بطل لبنان إلى قواعده المحلية ليخوض مشوار دفاعه عن اللقب. كان اللبنانيون عامة وجمهور كرة القدم خاصة يتمنّون أن يُسلّم رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر، الذي حضر في النهائي كنائب لرئيس الاتحاد الآسيوي، كأس آخر نسخة للبطولة للفريق اللبناني. لكن هذه الأمنية لم تتحقق بعد أن خسر ممثل لبنان في المباراة النهائي أمام سنترال كوست مارينرز الأسترالي بهدف وحيد. لم يخسر العهد لقب البطولة فقط بل خسر فرصة المشاركة في النسخة الأولى لدوري أبطال آسيا للنخبة التي ستقام للمرة الأولى في موسم 2024-2025 بعد التعديلات التي أجراها الاتحاد الآسيوي على نظام بطولاته القارية على صعيد الأندية.
الغصّة في الإخفاق في إحراز اللقب ليست في عدم حصول ذلك بل في أن العهد كان قادراً على تحقيق اللقب. فبغضّ النظر عن الأمنيات، فإن كثيرين كانوا يتوقّعون نتيجة مغايرة. فخصم العهد هو بطل أستراليا مع كل ما يعني ذلك من فارق بين الفريقين على جميع الصعد. لكنّ العهد فاجأ الجميع حتى أقرب المقرّبين للنادي و"أهل بيته" حين كان نداً قوياً وقارع الأستراليين وحتى كان أفضل منهم في الشوط الأول حين أضاع ممثل لبنان العديد من الفرص الحقيقية.
الغصة أيضاً في سيناريو الخسارة، حيث إن هدف المباراة الوحيد جاء في الدقيقة 84 ومن كرة كان بإمكان الحارس مصطفى مطر التصدي لها.
وهنا يبرز سؤال: هل فشل العهد في مشاركته الآسيوية؟
الجواب هو حتماً لا. ليس بناءً على عواطف أو وطنيات بل بناءً على معطيات. فالمعاناة التي تعيشها اللعبة في لبنان خصوصاً على صعيد الملاعب لا يمكن أن تسمح لممثلها أن يصل إلى نهائي المسابقة القارية الثانية. حتى لو كان الكلام عن أزمة الملاعب مكرراً لكن هذا لا يلغي تداعيات هذه الأزمة وتأثيرها على أداء الأندية اللبنانية ومنتخباتها في الاستحقاقات القارية.
لا يمكن للمنطق الكروي أن يفسّر وصول فريق ما إلى نهائي البطولة وهو لم يلعب ولا مباراة على أرضه. قد تكون سابقة لم تتكرر في التاريخ الكروي. حتى أندية كوريا الشمالية وخصوصيتها تلعب على أرضها إلا الأندية اللبنانية.
رغم ذلك نجح العهد في الوصول إلى النهائي وظهر بشكل مشرّف أمام فريق يتفوّق عليه في جميع المجالات.
الأجواء في نادي العهد تشير إلى ارتياح لما قدّمه بطل لبنان بغضّ النظر عن الغصة بعدم اكتمال المشهد. المقرّبون من رئيس النادي يؤكدون أن "أبو جاسم" راضٍ عن أداء اللاعبين ومدربهم السوري رأفت محمد. الأخير كان له "بوست" على الفايسبوك أشار إلى هذا الأمر.
عاد العهد إلى لبنان وعينه على لقب الدوري. هو سيخوص مباراته الأولى يوم الأحد أمام النجمة. سيسعى العهداويون إلى قلب صفحة آسيا والتركيز على الدوري للتعويض. الصراع على لقب الدوري كبير ومهم، أولاً لإحراز اللقب وثانياً لضمان المقعد الوحيد في البطولة الآسيوية الجديدة التي يحق للبنان المشاركة فيها وهي كأس التحدي الآسيوي.
هي مرحلة مشرّفة انتهت، والقيّمون على العهد ينظرون إلى الأمام. المهمة ليست سهلة، لكنها في الوقت عينه ليست مستحيلة على فريق حقّق ما حقّقه في آسيا رغم كل الصعوبات. الأيام ستكشف كيف سيتعامل العهد مع المرحلة المقبلة، وهل سيكون ما حصل حافزاً للاعبين أم نقطة تحوّل سلبية في مشوارهم المحلي؟