ريتا بولس شهوانالمدخل إلى المسبح الشعبي «بورا بورا»، في زوق مصبح، مختلف عن مداخل منتجعات «الخمس نجوم» الملاصقة له. إنه المسبح «الشعبي» الوحيد الذي يسمح بالدخول إلى الشاطئ، بمبلغ لا يتعدى خمسة آلاف ليرة لبنانية. رواد هذا الشاطئ فوجئوا أمس ببقرة نافقة وصلت إليه دون سابق إنذار.
ليست المرة الأولى التي يحدث فيها أمر مماثل على هذا الشاطئ. فالأبقار والنفايات تتجه جنوباً، وتتخذ من البورا بورا مقراً لها. ميشال ط. صاحب المشروع قال لـ«الاخبار» إن البقرة التي اتجهت نحو الشاطئ كانت قطعة واحدة ورقبتها مطوّقة بحبل. وتابع: «عندما رأى الزبائن هذا الجسد العائم، خرجوا من المكان، وخصوصاً أن الرائحة الكريهة وصلت إلى محيط المنازل في زوق مصبح. اتصل ميشال بالدفاع المدني لإبلاغهم وجود جسم غريب، فأبلغوه أن هذه من مسؤوليات البلدية. وفي وقت لاحق أرسلت بلدية زوق مصبح عدداً من عناصرها لمساعدة صاحب المنتجع على رفع بقرة قد يبلغ وزنها طناً تقريباً.
ميشال غير مدهوش من وصول هذه البقرة إلى شاطئه. «فالأبقار دائماً بتزورنا، أوقات من المسلخ، وأوقات من شي باخرة شحن».
شاطئ «البورا بورا» ليس المتضرر الوحيد من الأبقار النافقة، والمنتشرة على الشاطئ. فقد رصدت مجموعة من حماة البيئة، تابعين للنادي اللبناني لليخوت، عدداً من الأبقار قبالة شاطئ البترون، وتحديداً قبالة المشاريع السياحية في كفرعبيدا مروراً بتحوم وصولاً إلى جسر المدفون، وقرب الكازينو. وفي اتصال مع «الأخبار»، أكد الأمين العام للمؤتمر الوطني الداعم للبيئة، ربيع سالم، أن هناك 6 أبقار نافقة عوينت في محيط الكازينو، واحدة في زوق مصبح قرب البورا بورا، وواحدة في البترون، ولقد قدم سالم تقريراً إلى وزارة البيئة، مطالباً بأن تفتح جميع الوزارات المعنية تحقيقاً في هذا الحادث، لمعرفة السفينة التي رمت الأبقار من على متنها، وخصوصاً أن المعلومات الأوّلية تبيّن أن الأبقار النافقة معظمها كان مقطوع الرأس لإخفاء الدمغة عن الأذن.
أما عن طرق المعالجة، فيؤكد سالم أن عدداً من المواطنين يحاولون معالجة المشكلة بطريقة فردية، فيربطون الأبقار بـ «لانشاتهم»، ويرمونها في عرض البحر. وفي ردود الفعل على الحادث، توجه وزير العمل بطرس حرب إلى النيابة العامة طالباً «فتح تحقيق في الموضوع»، لأنه «ليس من قبيل الصدف وجود أبقار نافقة في البحر، بل هو نتيجة عمل جرمي من فعل فاعل». وتساءل «عن مهمة خفر السواحل الذين من واجبهم ضبط مثل هذه الأمور». وطالب «وزير العدل بتحريك النيابة العامة لملاحقة الفاعلين، ووزير الداخلية بالإيعاز إلى الأجهزة الأمنية تشديد الرقابة على هذه المخالفات وضبطها». كذلك أفاد المكتب الإعلامي لعضو كتلة «القوات اللبنانية»، النائب أنطوان زهرا، بأنه يجري الاتصالات اللازمة بالمراجع القضائية والأمنية، للتحقيق في الموضوع. بدورها ناشدت لجنة مهرجانات جسر المدفون السياحية المعنيين العمل السريع لمعالجة آثار هذه الحادثة.


البيئة تحقق

تابع وزير البيئة محمد رحال مسألة الأبقار النافقة، حيث أجرى اتصالات برؤساء بلديات البترون وكفرعبيدا وجونية، واتُّفق على تأليف فريق مشترك بين الوزارة والبلديات لتحديد الأضرار على البيئة البحرية ووضع تقرير مفصّل عن الموضوع. كذلك كلّف وزير البيئة فريقاً مختصاً من الوزارة من دائرة مكافحة تلوث البيئة السكنية بمتابعة القضية وإبلاغه بكل جديد، وفتح تحقيق لمعرفة مصدر هذه الأبقار التي يُرجّح أن تكون باخرة قد رمتها في البحر. وينتظر وزير البيئة جواباً خلال مهلة أقصاها 36 ساعة عن البواخر التي دخلت مرفأ بيروت في وغادرته في اليومين الماضيين لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.