تتلقّى القوى الأمنية، باستمرار، بلاغات عن عمليات سرقة للأسلاك الكهربائية في مختلف المناطق اللبنانية. يتكبّد أصحاب هذه السرقات عناء الصعود على أعمدة الكهرباء، ويعرّضون أنفسهم لخطر الموت أثناء قطعهم الكابلات. يجمعون كميات كبيرة منها، ثم يضرمون النار فيها لتذوب المادة الكاوتشوكية ويبقى النحاس الخالص. يأخذون النحاس ويبيعونه لأصحاب الورش، الذين يتاجرون بالمعادن والخردة. تختلف أسعار هذه المعادن بحسب أنواعها، فأغلاها النحاس الأحمر، الذي يبلغ سعر الكيلوغرام منه 10 آلاف ليرة تقريباً. بعض هؤلاء لا يتوقفون عند النحاس فقط، بل يأخذون أيّ مادة معدنية في طريقهم، حتى الحديد والتنك، فيما يوجه بعضهم نشاطه نحو جمع مادة الألومينيوم الغالية السعر. في هذا الإطار، سُجلت خلال الأسبوع الماضي عدّة عمليات سرقة لأسلاك الشبكة العامة. فقد ورد بلاغ إلى القوى الأمنية عن سرقة أسلاك كهربائية في منطقة الخروب ـــــ الضنيّة، سُجّلت باسم مجهولين. تمكّن هؤلاء من سرقة أسلاك تابعة للشبكة العامة بطول 125 متراً. بلاغ آخر وصل إلى القوى الأمنية في بعلبك، حيث سرق مجهول أسلاكاً كهربائية عائدة إلى شركة كهرباء لبنان، وقد قدّرت قيمة المسروقات بـ 4 ملايين ليرة لبنانية. لا تكاد تخلو منطقة في لبنان من هذه السرقات، ففي الجنوب، في جزين تحديداً، سُجّلت عملية سرقة أسلاك كهربائية عن الشبكة العامة، وقدرت قيمة المسروقات بنحو 8 ملايين و 200 ألف ليرة. وكما في الحالات السابقة، سُجّلت السرقة باسم «مجهول». سرقة أخرى سجّلت في منطقة ممنع ـــــ حلبا، لكن هذه المرة كانت كميّة المسروقات أكبر من سابقاتها. فقد ورد بلاغ إلى القوى الأمنية في المنطقة المذكورة يتحدث عن سرقة 1440 متراً من الكابلات الناقلة للكهرباء، التي تعود إلى الشبكة العامة، وقد ظل الفاعل مجهولاً أيضاً. يُشار إلى أن «الأخبار» كانت قد أثارت الموضوع مع المسؤولين الأمنيّين قبل نحو عام (راجع عدد 12 شباط 2010) لكن بلاغات هذه السرقات ما زالت ترد بالوتيرة نفسها.
(الأخبار)