محمد محسن «جامعتنا مرآة حضارتنا». عبارة مكتوبة على لافتة، بدأ تطبيقها أمس، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية. الطلاب ينزعون صور زعمائهم وشعارات أحزابهم. الصور والشعارات هي نفسها التي ملأوا بها كليّتهم، وسبّبت تضارباً في أكثر من كليّة. الحدث مفاجئ، لكن ليس فيه تمرد من طلاب الجامعات على انتماءاتهم السياسية، بل تمرّد على شكل الكليّة المحرومة أصلاً أبسط احتياجاتها.
لم يكن يوم أمس كغيره من أيام هذه الكليّة، فنزع الشعارات السياسية بأيدي من وضعها، كسر روتيناً طلابياً، مضرّاً، عرفته أروقة كليّات الجامعة الوطنيّة. عند العاشرة صباحاً، اجتمعت المديرة الجديدة للكليّة، الدكتورة تغاريد بيضون، مع ممثلي مجلس طلاب الفرع وممثّلي الأحزاب، لإعطاء إشارة البدء بنزع الصور. تجاوُب الأحزاب، وقبلهم مجلس طلاب الفرع، مع طلب المديرة كان كاملاً. أمّا كيفية نزع الشعارت؟ فكلّ مندوب يسحب الشعارات التي تمتّ إلى تنظيمه السياسي بصلة. يرفع مندوب «حركة أمل» صور الرئيس نبيه بري وأعلام الحركة عن بعض الأعمدة المحيطة بالكليّة، فيما ينزع مندوب «الحزب السوري القومي الاجتماعي» الزوابع وشعارات حزبه.

10 علامات إضافية في الامتحان الجزئي لمن يشجّر الكليّة
يصل مندوبو «تيار المستقبل» و«الحزب التقدّمي الاشتراكي» متأخّرين، فيرون صور زعمائهم وشعارات أحزابهم منزوعةً على أيدي زملائهم. الأمر لم يثر غضبهم، إذ إنّ كلّ شيء منسّق مسبّقاً. لم تستغرق العملية وقتاً طويلاً، وبعد نزع الشعارات تجمّعت في أيدي كل مندوب «كومة» منها جرى توضيبها وأخذها لتُستعمل خارج الكليّة. أبدى طلاب كثر ارتياحهم للحملة، وخصوصاً «أن كليّتنا تحتاج إلى أمور كثيرة غير السياسة التي لا تجلب إلا المشاكل»، تقول رلى ضاحكةً. طالب آخر أيّد حملة «نزع السياسة» كما سمّاها، موافقاً على ما قالته زميلته عن حاجات الكليّة. وبحسب المنظّمين لن تتوقف الحملة عند هذا الحد. فاليوم سيُعقد في مكتب المديرة اجتماع آخر غايته وضع ميثاق شرف، يتناول بنوداً عدة، أبرزها التعهد بعدم وضع الشعارات السياسية مجدّداً، إضافةً إلى إعداد خطّة نشاطات جديدة للكليّة بعيداً عن السياسة، تتناول البيئة والفنون. هي الخطوة الأولى التي قامت بها مديرة الكلية، شاكرةً لممثلي الأحزاب «تجاوبهم السريع مع طلب إزالة الشعارات السياسية». وأكّدت أن «هذا ما كان يجب أن يحصل منذ زمن، على قاعدة أن الأولوية دائماً هي للعمل الطلابي، ونحن سنستمع إلى كل ملاحظات الطلاب بشأن تحسين أوضاع كليّاتهم في كل المواضيع، بما فيها نظام «أل. أم. دي». أمّا مفاجأتها لطلابها، فهي 10 علامات إضافية في الامتحان الجزئي «لكلّ من يشجّر الكليّة، وقد بدأت اقتراحات التشجير تؤتي ثمارها»، تقول بيضون.