«كان المشهد وحشيّاً. كان زميلي مرميّاً على الأرض وهم يضربونه بشدّة». يقول جاد (اسم مستعار) أحد طلاب كليّة الهندسة في مجمّع الحدث الجامعي. خانته الكلمات في وصف مشهد ضرب زميله. أكثر من ذلك، فإن الطلاب الذين نقلوا القصة، رفضوا ذكر أسمائهم الحقيقية. أجمع معظمهم على أن ع. م. هو الطالب المعتدي، ويعتقدون أنه قام بذلك مستقوياً بوالده م. م. أحد مسؤولي الأمن في المدينة الجامعية. وتقول الحكاية إن المشكلة بدأت منذ أشهر، عندما علم الطلاب بارتياد ع. م. وهو ليس بزميل لهم، الغرف الخاصة بالكلية «برفقة صديقاته الأجنبيّات». برأيهم، الأمر مخالف للقانون و«يمثّل انتهاكاً لحرمة الكلية وأخلاقيّاتها». وعندما استنكر الطلاب الأمر وأخبروا الوالد، تعهّد الأخير بعدم تكرار ولده مثل هذا التصرف. تدارك الأخير الأمر، وسارع إلى التسجيل في كلية الحقوق «ليتمكّن من التجول قانونياً في المجمع». وبعد أسابيع عدة من تعهد الوالد، حاول ولده الدخول إلى الكلية، لكن الطلاب منعوه. نشأ عراك حينها، ثم أوقع ع. م. على الأرض، فاستنجد بوالده الذي «دافع عن ابنه» بشراسة.
لم تتوقف القصة هنا. فبعد أيام عدة توقف ع. م. مع مجموعة من رفاقه مقابل مدخل الكلية. وهنا، على ذمّة أحد طلاب الهندسة، «كانوا يتربّصون بنا، وعندما ذهب أحد الوسطاء إليهم سائلاً عن سبب تجمّعهم، قالوا إنها صدفة». دخل الطلاب صفوفهم بعدما طلب منهم المدير ذلك. وفي اليوم نفسه، وبعدما كان أحد طلاب الهندسة عائداً إلى السكن «تعرض للضرب المبرح». غضب الطلاب

هذه جامعة وليست ساحةً للبلطجة
وتجمّعوا داخل الكلية وخارجها، مطالبين بإيجاد حل «فهذه جامعة وليست ساحةً للبلطجة»، بحسب تعبير أحدهم. وبعد تدخل المدير وقوى الأمن لتهدئة روعهم، قرر الطلاب الالتزام بالحل القانوني وانتقلوا إلى مكتب المدير واستدعوا م. م. والد الجاني بعد تواري ولده عن الأنظار. كان موقف الوالد محرجاً بحسب تعبير الطلاب الذين شهدوا الموقف، «لأن موقفه كان ضعيفاً أمام الطالب المعتدى عليه، الذي وجّه له كلاماً قاسياً». وعلى ذمّة الطلاب، اعتذر الوالد بالنيابة عن ابنه وتعهد بعدم تكرار الحادث مجدداً». قرر المدّعي عدم فتح محضر في القضية، شرط أن يلتزم الوالد بشروط الطلاب التي اقتصرت على عدم دخول ولده إلى الكليّة، فوافق الأب.
كانت المصالحة وديّة، فظنّ الجميع أنها نهاية القصّة. لكن بعد فترة قصيرة، عاد المشتبه فيه للدخول إلى السكن الجامعي، «فعمد الطالب المعتدى عليه إلى الاتصال بالحاج م. م. الذي كان جوابه أنّه لم يُتّفَق على ذلك، وأخذ يوبّخ ويهدّد بنبرة عالية، ولأن الطالب لا يحبّ المشاكل عرف أنّه قد انغشّ بمروءة الحاج، فالتزم الصمت ورضخ للأمر». ووفقاً للطلاب، فإن هذه قصّة من ألف قصة.
(الأخبار)