أحمد محسنلم تدم فرحة طلاب كلية السياحة طويلاً. وزير السياحة فادي عبود، حتى هذه اللحظة، لم يوقّع طلباتهم للالتحاق بسوق العمل (راجع «الأخبار» عدد الثلاثاء ٢٠ نيسان ٢٠١٠). ووفقاً لما أكده الطلاب، فإن الوزير وعدهم بتوقيع اللائحة التي تضمنت أسماء المتخرّجين الجاهزين منهم للالتحاق بدورة العمل، في مدة لا تتجاوز 48 ساعة.
حتى الآن، لم يحصل شيء، فيما يتوقع أن تنطلق دورة معهد الإدارة السياحية يوم الاثنين المقبل. وإذا سارت الأمور على هذا النحو، فإن فرص طلاب الجامعة اللبنانية في الحصول على وظائفهم الصيفية ستتضاءل تدريجاً، تزامناً مع انتهاء دورة المعهد، حيث سيحصل متخرّجو المعهد على بطاقة «المرشد السياحي» التي توفّر غطاءً قانونياً للعمل. أكثر من ذلك، فإن الطلاب، رغم ترحيبهم بتفهّم الوزير، إلا أنهم وصفوا هذا القرار بالبديهي، «لأنه كان يجب أن يحصل منذ أكثر من 7 سنوات». الوعدان الآخران، وهما الأهم، أصبحا تحت رحمة الوقت.
أوّلهما، تأجيل دورة المعهد، لأن التأجيل لا يحتاج إلى أكثر من قرار وزاري، وخصوصاً أن رئيسة مصلحة الإنماء السياسي، منى فارس، أخبرت الوزير عبود، خلال اجتماعه مع الطلاب يوم الاثنين المنصرم، أن الكثير من الشوائب تتخلل الدورة، ما يطرح علامات استفهام على جدواها. هكذا، يبدو أن الوزير قلق على الموسم السياحي، فهو متردّد في تأجيل الدورة. إلى ذلك، لا يمكن تجاهل ارتباط الوعد الأول بالوعد الثاني، إذ وعد عبود بتقديم مشروع إلغاء مرسوم تنظيم الإرشاد السياحي A 5598 الصادر عام 1970، وتقديمه إلى مجلس الوزراء، ومن ثم إحالته على مجلس النواب، إذ يُخشى أن تطول أمور الطلاب كثيراً، وتعلق هناك، كما هي حال عشرات القضايا، فيما يقترب «موسم» عملهم.