أحمد محسنليس بالضرورة أن تكون الحواسّ أرقاماً. 1، 2، 3 ثمّ ماذا؟ الأرقام بدعة. العدد الحقيقي يخصّ حاسة لا تلحظ لها اللغة اسماً. الانطفاء ليس حكراً على التلفاز وأعواد الثقاب. الانطفاء حاسة. وعندما يكتشف الضّجِر إصبعه في فمه فتلك حاسة أيضاً. وعندما يحين موعد الألم، فتلك حاسة فريدة أيضاً. الألم ليس لمساً عادياً أو تفاعلاً لأكثر من حاسة. ثمة من احتكر الحواس، وهو نفسه الذي يسجن العصافير في أقفاص.
II
مقيّدون بالنظام العالمي، وننام مقتنعين بأن الدهر باق في غرفة الجلوس أبداً. السُلطات ـــــ كما ينضح اسمها ـــــ ذرائع للسيطرة على الناس، فُصّلت أو لم تُفصّل. الوزارات أمكنة لتنظيم الفساد. مجالس النواب مجرد مبانٍ لتخزين الأصوات والاحتفاظ بها في حناجر الآخرين. المحاكم مسارح بغيضة، لا تصنع النهايات المطلوبة: تعجّ بالقوانين المملّة، وتختفي فيها العدالة دائماً. النظام صور متعددة لاستبداد واحد. انظروا إلى الجيوش ما أبشع معدّاتها. أقفلوا نوافذ منازلكم كي لا تقضم الأقمار الاصطناعية أجزاءكم. الناس بحاجة إلى الحرية أكثر مما هم بحاجة إلى إشارات المرور. وإذا كان العالم في إطار لا بديل من العيش فيه، فلا يعني أنه ليس قفصاً.
III
أُعدم موسوليني في ميلانو، وأصرّت كلارا بيتاتشي على البقاء معه، فأعدمت هي الأخرى. الشعوب مثل كلارا، تعدم نفسها بنفسها.