طرابلس ــ عبد الكافي الصمدمرّ أسبوعان على حملة إزالة بسطات الباعة من شوارع طرابلس تنفيذاً لقرار بلدية المدينة. فما الذي تغيّر؟ الجواب: لا شيء. فقد عاد قسم كبير من أصحاب البسطات إلى عادتهم في التبسيط على الأرصفة إثر الانسحاب التدريجي لعناصر قوى الداخلي وشرطة البلدية من الشوارع. هكذا، لم يعط القرار الرسمي مفعوله بمنع التبسيط على الطرق والأرصفة والبيع بالتجوال نهائياً، كما لم يثمر «التهديد» الذي أطلقه آمر سرية درك طرابلس العقيد بسام الأيوبي لحظة الحملة أيّة نتيجة، فبقيت عبارته «يلي بشوفو مرة تانية مخالف بدي سكّر محلو»، مجرد عبارة مرّت مرور الكرام.
أكثر من ذلك، بدا كأن الحملة لم تحصل، فمشهد البسطات على الأرصفة وخارج نطاق المحال عاد إلى سابق عهده، فعربات الباعة الجوالين لم تختف إلا لساعات قليلة قبل أن تعاود الظهور بزخم في الشوارع التي شملتها الحملة. حتى ماسحو الأحذية عادوا إلى مواقعهم في ساحة التل لمتابعة عملهم العادي وكأن شيئاً لم يكن. كما أن شاحنات وسيارات الباعة بالمفرق استأنفت جولاتها في بعض شوارع المدينة، مستعينة بمكبرات الصوت التي لم ينسها المواطنون كثيراً هناك. «يروحو يعبّو بالخرج»، يقول صاحب إحدى البسطات لبيع القبعات والجوارب في شارع التل معلقاً على ما حدث الأسبوع الماضي، وسائلاً: «من وين بدي نعيش أنا وعيلتي؟». من جهته، يلفت بائع عربة جوالة قرب مقهى فهيم إلى أنه «ارتحنا كم يوم والآن رجعنا، طيب كيف بدنا نعيش؟». كل هذه التعليقات لن تمنع القوى الأمنية من المحاولة مجدداً، فأمس عادت هذه القوى إلى الشارع لاستكمال قرار البلدية في مرحلته الثانية. وقد حضر إلى جانبهم رئيس البلدية رشيد جمالي هذه المرة، وإذا كانت في المرة السابقة قد سطرت محاضر ضبط محدودة كانت بمثابة إنذار أولي للمخالفين، فإن محاضر أمس كانت «عن أبو جنب»، حسب قول أحد العناصر، الذي أكد أنه «لم يحصل أي إشكال أثناء الحملة». أما جمالي فعلق قائلاً إن هذا القرار «لا تراجع عنه، وبتنفيذه نعيد إلى المدينة رونقها وإلى الأحياء الداخلية والأسواق حركتها، بعدما كانت هذه المخالفات تشل حركة المواطنين وتؤذي صورة المدينة». وكان قرار البلدية قد أكد أنه «نتيجة فوضى التبسيط والبيع بالتجوال السائدة في وسط المدينة وبعض أسواقها التاريخية، والأذى الكبير الذي تلحقه المخالفات بصورة المدينة واقتصادها وبيئتها ونظافتها، يمنع في الأسواق المؤهلة عرض البضائع وتعليقها خارج المحال التجارية».