مايا ياغييمضي الطلاب معظم نهاراتهم في الجامعة، ويسترق معظمهم وجبات طعامه خلال فترات الاستراحة بين المحاضرات. وغالباً ما لا يكفيهم وقت الاستراحة ليتنعموا بوجبة غداء هادئة، فيضطرون لتناول الوجبات السريعة التي توفرها لهم الكافتيريا الموجودة في الجامعة أو خارجها. وفي هذه المنافذ، تحتل البطاطا المقلية رأس لائحة الطعام، تتبعها سلطة مشبعة بالمايونيز، بينما يتنوع الطبق الرئيسي بين الفاهيتا أو الكرسبي أو الطاووق أو بعض الأنواع من اللحوم والسندويتشات كالبرغر، ناهيك عن البسكويت والشوكولا والتشيبس. إبراهيم حرب، الطالب في كلية العلوم ــــ الحدث، يرى في هذه الوجبات الحل الأكثر عملانية له إلا أنه يتناولها في المطاعم المحاذية لكليته لا في الكافيتيريا التابعة لها حيث «كل شي بايت ومسخن. تبقى الوجبات من يوم لآخر ولا رقيب ولا حسيب عليها».
أما نور طفيلي، فتؤكد بتهكم واضح أن «كافتيريا الفوييه عنا خمس نجوم»، لذلك، تضيف «أمي تعدّ لي طعام الأسبوع مسبقاً في البيت». في السياق ذاته، يؤكد علي فحص أن تناول الطعام من الكافتيريا يشعره دائماً «بتعب ونعس شديدين». وفي المروحة الواسعة من الخيارات، تظل البيتزا الأقل ضرراً بحسب قاسم السيد لأنها «تحوي كميات أقل من ذلك الزيت المضرّ الذي يزيد عدم تبديله من يوم لآخر من ضرره». في معظم الأحيان، لا تجد مقعداً فارغاً أمام كافتيريات الجامعة العربية وخصوصاً ساعة الغداء. من هنا، تتأكد أن هذه الأنماط الغذائية أصبحت ظواهر شائعة في جامعاتنا. تؤكد اختصاصية التغذية سلام سلامة أن «ارتفاع أعداد المصابين بداء السمنة بين طلاب الجامعات هو النتيجة الحتمية لما يتناولونه، إذ تتجاوز وجبة البطاطا المقلية مضافة إلى صحن كريسبي وسلطة مايونيز 1500 كالوري، من دون أن ننسى الشوكولا الذي غالباً ما يكون الحل السريع لإبعاد الشعور بالجوع بين المحاضرات، والذي تحتوي القطعة الواحدة منه ما بين 200 إلى 300 كالوري وبالتالي فإنها تحتاج إلى ما يعادل ساعة من المشي لحرقه، فكيف بالنسبة لطالب لا يقوم بأي جهد جسدي خلال وجوده في الصف؟».
وتؤكد سلامة أن حاجات الطلاب الغذائية لا تستمد من الأطعمة الموجودة في الكافتيريات، فإن الجهد الفكري الذي يبذله الطلاب يستحق العناية بأنواع الطعام التي يتناولونها، فالشعور بالتعب والاسترخاء أمر طبيعي بعد دخول هذه الكمية من الدهون إلى الجسم دفعة واحدة، لذا فالحلول تكمن في تأمين بدائل من الخضار والفواكه يتناولونها عند شعورهم بالجوع.
البحث عن الطعام الصحي في زوايا الجامعات يعدّ من الأمور المثالية التي تتطلب جهداً إضافياً من الطالب للمحافظة على صحته الجسدية والفكرية.