داني الأمينلم تسلم منطقة وادي السلوقي الحرجية من اعتداءات أصحاب الكسّارات والمنتفعين من قطع الأشجار. بدأ ذلك بعد إزالة الستار منذ نحو عام تقريباً عن أشجارها الكثيفة وتعبيد طريق الوادي الممتدّة من بلدة عيترون في بنت جبيل إلى منطقة النبطيّة. فعلى هذه الطريق تعمل الجرافات ليلاً نهاراً على قضم أطراف أحد الجبال المطلة على الوادي. وتترافق الاعتداءات مع لجوء الأهالي إلى قطع الأشجار، رغم وجود قرار صادر عن وزارة الزراعة يمنع ذلك. ويشكو مصدر في اتحاد بلديات جبل عامل من تشويه منطقة بقيت عذراء جميلة طيلة فترة الاحتلال الإسرائيلي وبعد التحرير إلى حين افتتاحها أخيراً، وخصوصاً «أنّها من أجمل مناطق الجنوب الخضراء، لكونها منطقة مكسوّة بالأشجار الحرجية، مثل أشجار البطم والسنديان». أما مختار بني حيّان، علي جابر، فيوضح أنّ «أعمال الجرف يقوم بها أحد أبناء البلدة الذي يملك الأرض، وقد حصل على ترخيص بذلك من وزارة الداخلية والبلديات». لكن محمد صولي من الطيبة يستغرب كيف يتعرّض الوادي لمثل هذه الاعتداءات. فالناس، كما يقول، يصرّون على استقدام مناشير الحطب لقطع الأشجار بهدف التدفئة رغم اللافتات التي وضعها اتحاد بلديات جبل عامل، والتي تحذّر من انتشار القنابل العنقودية في المكان. وكانت هذه القنابل قد أدت إلى مقتل وجرح العديد من الأشخاص خلال الأعوام الماضية.
كذلك، يشكو أبناء المنطقة من إقدام إحدى الشركات على وضع مئات الأنابيب وقساطل المياه، التي تستخدمها في مدّ خطّ المياه الممتد من مشروع الطيبة إلى بنت جبيل، ما أدّى إلى اقتلاع عدد من الأشجار. في المقابل، تعرّضت بعض الجبال القريبة من الوادي، كما يقول الأهالي، إلى القضم الممنهج على أيدي أصحاب الكسّارات، وقد شوهت المناظر الطبيعة لعدد من الأودية الجميلة المتفرّعة من وادي السلوقي، من دون حسيب أو رقيب. يذكر أنّ رجال المقاومة تركوا الوادي بعد حرب تموز تعبيراً عن التزامهم بالقرار 1701. في إحدى تلال الوادي، يحاول البعض سرقة الحجارة القديمة لقلعة «دبي» الصليبية، المتناثر بعضها في الحقول القريبة. هذه القلعة تحكي قصص العديد من المقاومين الذين قصدوها واستشهدوا بقربها ابتداءً من ناصيف النصار إلى شهداء تموز 2006.