مخيم البارد ــ عبد الكافي الصمدلم تحظَ «البطانيات» المقدمة من الحكومة النرويجية، التي توزّعها وكالة الأونروا على أهالي مخيم البارد، بالرضى. فرغم حاجة الأهالي إلى أيّ شيء هناك يقيهم برد المستوعبات الحديدية التي يسكنونها، فإنّ البطانيات النرويجية «الرديئة جداً» لم تكن لتحلّ تلك المشكلة. لكن مع ذلك، «يأخذونها لأنهم فقراء»، يقول مدير مستوصف الشفاء في المخيم الدكتور توفيق الأسعد. يعرف الأسعد مقدار استياء بعض العائلات من نوعية البطانيات التي توزّعها الأونروا عليهم، لكنه يعرف في الوقت نفسه أن هؤلاء الذين يصنّفون من «العائلات الشديدة العسر يقبلون بلا تردد ما يُعرض عليهم، باختصار لا طاقة لهم على الرفض». لكن، هل هي المرّة الأولى التي توزّع فيها
تنتقل الأونروا الأسبوع المقبل إلى البداوي وطرابلس لاستكمال جولة التوزيع
الأونروا بطانيات رديئة جداً؟ «لا»، يجيب الأسعد. يضيف: «العام الماضي وزعت الأونروا بطانيات ذات نوعية سيئة، وقد سبّبت حساسية شديدة للمواطنين، نظراً لوجود وبر كثير فيها». ما يقوله أسعد لا يقدر أن يقوله من صُنّفوا تحت خانة «حالات العسر الشديد» خوفاً من انقطاع المساعدات... على مساوئها. ويشير أسعد إلى أن «هذه البطانيات إن لم تساعدهم على صدّ البرد، فقد يستخدمونها فُرشاً». غير أن ما يعدّه الأهالي «رديئاً جداً»، ليس كذلك حسب العاملين في الأونروا، إذ يشير هؤلاء إلى أن «نوعية البطانيات جيّدة، بدليل أن الأهالي أخذوها بلا تردّد». وأشار العاملون أيضاً إلى أن «الأهالي طالبونا كذلك بأمور أخرى، مثل استبدالهم فُرش الإسفنج بأخرى لأنها أصبحت رقيقة، وتجعلهم يشعرون بأنهم ينامون على الأرض، ومثل غسّالات وبرادات وغيرها، فقلنا لهم إننا نعطيهم الاحتياجات الأساسية فقط». وبالنسبة إلى شروط منح هذه المساعدات، لفت العاملون إلى أن «الأونروا تلتزم شروط المانحين، أي إعطاء البطانيات للعائلات التي لا تملك دخلاً مادياً ثابتاً، أو أن دخلها متدنٍّ جداً، على قاعدة توزيع بطانية واحدة لشخصين، إضافةً إلى دلوٍ للمياه للاستخدام المنزلي وبعض الأغراض المنزلية البسيطة». أما عن مناطق التوزيع، فقد اكتفت الأونروا بالتركيز على «المقيمين في البراكسات وفي العقار 757». لن تكون هذه المساعدات حكراً على البارد، إذ يشير بيان الأونروا إلى أنها مطلع الأسبوع المقبل ستنتقل إلى مخيم البداوي وطرابلس لاستكمال جولة التوزيع. بعيداً عن المساعدات، أرجأت الأونروا الجولة الميدانية التي كانت تنوي تنظيمها لممثلي الفصائل واللجان الشعبية وبعض أهالي الرزمة الأولى داخل المخيم، للاطّلاع ميدانياً على انطلاق ورشة الإعمار، حتى الأسبوع المقبل. وبرّرت الأونروا هذا التأجيل بـ«رداءة الجوّ، وعدم وجود أي شيء «محرز» ليشاهده الأهالي».