محمد محسن
تأخر وصول الأوكسجين إلى رئتي ميرنا أثناء ولادتها. أرهقتها الإعاقة منذ أيامها الأولى. أخفى أهلها هذا الخبر عن أخيها الأكبر. أبعدوها عنه وعن سمعة العائلة، وحبسوها في دور الرعاية. لم يعلم سليم مراد، المتخرج من جامعة القديس يوسف، عن أخته شيئاً. فقط، ماتت صغيرة، حتى قبل أن يسمع اسمه من شفتيها الصغيرتين. في ما بعد، علم بسبب وفاتها. كانت معوّقة، فقرّر أن تكون بطلة فيلم تخرجّه. هذا بعض من قصة الفيلم الأوّل الذي عرض أول من أمس، خلال المهرجان السابع للأفلام الطلابية الذي تنظّمه جمعية «نادي لكل الناس» في مقهى «ة مربوطة» في الحمرا، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري، بمعدّل فيلمين كل يوم ثلاثاء ابتداءً من السابعة والنصف مساءً. هكذا، تجمّع أول من أمس قرابة عشرين مشاركاً في ما يشبه جلسة سينمائية حميمة، قصيرة المدّة، إذ لم تتجاوز مدّة الفيلمين الساعة. حالت زحمة السير في شوارع بيروت دون وصول جمهور الأفلام الطلابية على الموعد، فأجّل العرض نصف ساعة ليبدأ عند الثامنة. ستعرض هذه الجلسات، تباعاً، ثمانية أفلام تخرّج طلابية عرضت في مهرجان الأفلام الطلابية، الذي استضافته سينما صوفيل في الأشرفية، في نيسان الماضي. حمل الفيلم الأوّل «Lettre a ma soeur» مسحةً شخصية، استطاع المخرج من خلالها استفزاز الحاضرين الذين بدا التأثر واضحاً على وجوههم. هكذا ومع بداية كتابة رسالته لأخته، بدأ المخرج بلقاء فتيات من عمرها فيما لو كانت على قيد الحياة، ليرسم لها صورة واقعية قدر الإمكان. فشلت محاولاته «فالرسالة كذبة وأنت يا أختي لست على قيد الحياة».
نالت الأفلام موافقة الجامعات التي تخرّج منها المخرجون الشباب