طرابلس ــ عبد الكافي الصمداستمر مسلسل إطلاق قذائف الإنيرغا ليلاً باتجاه منطقة جبل محسن في طرابلس ومحيطها، ما جعل منسوب القلق مرتفعاً، وخصوصاً أن مطلقي القذائف بقوا محافظين على توقيت موحد لإطلاقها بين السابعة والنصف والثامنة مساءً، لكن من غير تمكن القوى الأمنية من القبض على مطلقيها، أو معرفة المكان الذي يطلقونها منه، وسط تضارب معلومات واتهامات في هذا السياق.
فبعد هدوء استمر 24 ساعة، سقطت قذيفة إنيرغا قرب محطة وقود عند مستديرة الملولة بين منطقتي باب التبانة والمنكوبين؛ ومع أنها لم تؤد إلى سقوط ضحايا أو خسائر، فإن مصادر أمنية رجحت أنها «أطلقت من بساتين حمضيات محاذية للمكان»، لافتة إلى أن «من يطلقونها لا يتمركزون في مكان واحد، والأرجح أنهم يطلقونها من داخل سيارة يتنقلون بها من مكان إلى آخر لإبعاد الشبهات عنهم».
في ظل أجواء الحذر هذه، أقدم الجيش اللبناني أول من أمس على التمركز فوق أسطح البنايات الرئيسية في جبل محسن، لكونها مطلة على أنحاء واسعة من المنطقة وجوارها، في موازاة إقامته طوقاً أمنياً مشدداً في محيط منطقة المنكوبين ومخيم البداوي، متخذاً تدابير أمنية مشددة. في مقابل ذلك، ورداً على اتهامات وجهت إلى المخيم بأنه المكان الذي تطلق منه القذائف، نفت الجبهة الشعبية ــــ القيادة العامة على لسان مسؤولها في الشمال أبو عدنان عودة هذا الأمر، وأكدت أن الجيش اللبناني «يحيط بالمخيم من كل الجهات، ويقيم حواجز ثابتة عند مداخله، ويعرف كل صغيرة وكبيرة تدخل من المخيم أو تخرج منه، والتنسيق معه قائم على أعلى مستوى، وهو ينفي تورط المخيم في أفعال كهذه»، معتبرة أن «محاولة البعض زج المخيم في أتون الصراعات والتجاذبات اللبنانية الداخلية أمر مرفوض، ويدفع إلى التساؤل عن أسباب استهداف المخيم سياسياً وأمنياً».
واعتبر المسؤول العسكري لحركة فتح في المخيم أبو عماد الوني أن «تنسيق الفصائل مع الجيش كامل، وأن الوضع الأمني في المخيم يتابع خطوة خطوة».