جانب الأستاذ أسعد أبو خليل المحترم ـــ جريدة الأخبار،طالعتنا صحيفة الأخبار الموقرة بعدة مقالات لحضرتكم تناولتم بها شيئاً من تاريخنا ونضال رفاقنا في بيروت، ولما لحظنا بعض المغالطات الخطيرة وددنا أن نلفت نظركم لكي لا يقع صحافي كبير بمناقبيتكم وفكركم بتحديدات خلقتها قوى الرجعية في لبنان والمنطقة لمحاربة الوطنيين واليساريين.
إن عبارة عصابات وزمر عرفناها على لسان بيار الجميل حين تكلم عن الجامعة اللبنانية «منتجة أعداء لبنان»، وعن اليسار اللبناني، وعلى لسان الملك المجرم حين تحدث عن أبو علي أياد وياسر عرفات إبّان حرب أيلول الأسود في أدبيات الإمبريالية الأميركية تجاه نضال الشعب الكوبي بقيادة كاسترو وغيفارا أو تجاه نضال شعبنا العربي وأمّتنا، فأصبح السيد حسن عنوان الإرهاب وهو طليعة الشرفاء.
وقرأنا في مقالاتكم سوء فهم لفكرة التنظيم الجماهيري المقاتل، فأصبحنا بنظركم عصابة. فاسمح لنا أيها الصديق رغم كل المفارقات أن نوضح لكم شيئاً من تاريخنا النضالي الذي يشرّفنا صناعته.
لقد نشأنا بفكرنا في المنطقة الغربية في بيروت وكثر فيها المحازبون وارتبط نضالنا بمطالبها الاجتماعية والسياسية والعلمية والحياتية وكنا صادقين في تمثيل كل المطالب. أما وقد زرعت المارونية السياسية المخيمات الفلسطينية في مناطقنا، مما أدى إلى نشوء حلف طبيعي طبقي بين المجتمع الفلسطيني وبيننا، فقد تداخل النضال الطبقي مع النضال القومي التحرري فوقفنا إلى جانب إخوتنا الفلسطينيين ودافعنا عنهم، وهذا وسام شرف لنا توّجناه بإصابتي بحروق النابالم الإسرائيلي بمعارك المدينة الرياضية أثناء حرب 1982، وزرعنا ألغاماً للمعتدين في الوقت الذي كانت تعج مقاهي الأرصفة بثوريي الكلام والتصنيفات.
وخلال تلك الفترة، لم نحصل على أي مكسب من ياسر عرفات الذي كان يقدر أن يفرضني على الدولة اللبنانية وزيراً أو نائباً كغيري من السياسيين الذين عرفت. وفي معارك المخيمات رفضنا المشاركة إلى جانب أمل وغيرها ورفضنا الإغراءات والعروض لتقاسم السلطة، فتعرضنا إلى قمع السوريين بسبب موقفنا، واعتقلت لخمس سنوات في سوريا التي يفترض أن أكون حليفها.
وفي الحرب اللبنانية، كنت ورفاقنا ضمن الحركة الوطنية وحركة المقاومة إلى جانب كمال جنبلاط وجورج حاوي ملتزمين بالبرنامج السياسي لهذه الحركة الذي مر بأزمان عدة ولا أدري إن كنت أقل وطنية من كمال بك الوطني واليساري والإقطاعي في آن. الذي لم يصل متأخراً كما ذكرتم لأنه أسس مع الشيوعيين حلف القوى الديموقراطية في 1968 وفرض على الحكومة ترخيص الأحزاب اليسارية الذي مثّل نقلة نوعية في نضال الشعب اللبناني. ولكن حتى تعاطي كمال جنبلاط والسوريين ساهم في إجهاض الحركة الوطنية وإدخالها في أزمة حركة التحرر الوطني وإبطال البديل الثوري والسماح للتنظيمات الأصولية والإسلامية الحلول مكان القوى العلمانية واليسارية. وانحازت أجهزة الدولة منذ 1948 إلى يومنا هذا للدفاع عن النظام الطائفي والرجعي وكوّنت حربة في صدر الشعب اللبناني من المكتب الثاني في عهد فؤاد شهاب حتى فرع المعلومات في عهد السنيورة.
وقد تصدينا بانتفاضة 6 شباط لجيش أمين الجميل ودافعنا عن جماهيرنا ضد ميليشيات القوات والمتصهينين الذين ما زالوا يتفاخرون بتاريخهم العمالي «كما ورد على لسان جورج عدوان». أمّا عن علاقتنا بتيار المستقبل، فإننا نعيش في المنطقة نفسها مع قاعدته الواسعة، ولكن بالله عليك أن تعد المكتسبات التي حصلنا عليها من الحريريين غير الاعتقال والقمع. ورغم أننا تنظيم ناصري فقد نأينا عن العلاقة بالنظام المصري لنبقى بعيدين عن الأجهزة.
إننا الآن نمثّل حزب التيار العربي وقد حصلنا على ترخيص من الدولة اللبنانية وننشط بين الفعاليات السياسية والاجتماعية لنحمل مقدورنا إلى نضال شعبنا.
شاكر البرجاوي
(حزب التيّار العربي)