مايا ياغيترك معظم شباب النبطية بلدتهم وهاجروا إلى العاصمة بحثاً عن عمل أو بقصد الدراسة. لكن معظم هؤلاء الشباب يشدهم رابط خفي إلى مسقط رأسهم. فلا يمكن، كما يقول الشاب أحمد حرب الذي يعمل في بيروت، «أن تمرّ ثلاثة أيام دون أن أزور النبطية، هواها يرد لي الروح». من جهتها، تؤكد الطالبة زهراء حريبي، التي تدرس في العاصمة، أنّها «ما صدقت كيف خلصنا امتحانات حتى ارجع لحضن النبطية، يعني نحنا أهل النبطية متل السمك بلا ماء ما فينا نعيش بعيد عنها».
هذا الواقع ينطبق أيضاً على شباب النبطية المغترب الذي لا يفوّت فرصة للعودة إلى بلدته. يأتي حسن الحسين، المغترب في أفريقيا مع عائلته إلى لبنان مرة في السنة ويحاول قدر المستطاع أن يزور بلده مرتين للعودة إلى النبطية ورؤيتها قدر المستطاع. أما الطالب في فرنسا حسن غندور فيقول إنّه «مجرد ما تبدأ إجازتي الصيفية من الجامعة، أول يوم بكون بلبنان ما بتحمل انطر ولا لحظة».
تشهد شوارع النبطية، عصر كلّ يوم، «كزدورة» يمكن اعتبارها متواضعة مقارنة مع كزدورة السبت المعروفة في البلدة. في المقابل، تنشط حركة الشباب أيام الخميس، الجمعة، السبت والأحد، فترى شوارع النبطية مزدحمة بشباب من الأعمار كلها. لكن هذه الكزدورة تنتهي عند الثامنة مساءً، كما يقول محمد مقلد الذي يؤكد أنّ المدينة «تصبح أصفر يا ديك، بترمي الإبرة على الأرض بتسمعي رنتها». السبب يعود إلى السهر خارجها إذ بعد السابعة مساءً يبدأ الشباب بالتوجه إلى ضواحي النبطية كما يقول الشاب أحمد غندور الذي يضيف: «أنّ الدنيا بعدها صيف وعنا نهر الليطاني نعمة، عم نقضيها سهر حتى الصبح». توافق نسرين على كلام أحمد وتضيف أنّ الشباب والصبايا يتوجهون في العادة بعد الكزدورة في فصل الشتاء إلى مقاهي بيروت للسهر حتى الصباح. تسكت الفتاة ثم تقول إنّها لا تخبر أهلها أنّها تسهر في العاصمة لأنّهم سيمانعون ويعتقد هؤلاء أنّها تنام عند صديقتها.
أما الشاب إيهاب أبو زيد فيرى أنّ النبطية ترتاح قليلاً من عجقة شبابها وفتياتها في فصل الصيف، إذ يتوجه جزء منهم إلى سهل الميدنة ومنهم من يقصد قلعة الشقيف. ويؤكد إيهاب أنّ استراحات نهر الليطاني تحظى بحصتها من الشباب الذي يريد أن يتمتع بصيفيته حتى آخر يوم فيها.