زوطر ـــ مايا ياغيهي العصرونية الخاصة بهؤلاء. سيارات مركونة إلى جانب الطريق يتصاعد منها صوت نانسي أو هيفا أو عاصي، وغيرهم. على وقع الموسيقى تتراقص فتيات الضيعة، تلك التي تلبس ثياب سهرة وتلك التي تفضل «سبورستايل» وتلك التي لم تستثنِ أياً من مساحيق التجميل وهي تتبرج، وإلى ما هنالك من عرض يومي للأزياء.
يبدأ الدوام، كما يقول محمد حرب : «بعد أن تخف الشمس، نحو السادسة. أما التجمع، فيكون في ساحة البركة، وتستمر الكزدورة إلى حوالى التاسعة أو العاشرة». ويضيف أحمد إسماعيل: «بنات الضيعة بترجع بكير على البيوت مش مسموح أكتر من الثامنة أما البنات البيارتي اللي عم بيزوروا الضيعة فبيبقوا سهرانين لنص ليل».
ترى فاطمة ياغي أن القصة بأكملها تهدف إلى التسلية، علماً بأن أوقات الصيف في الضيعة تكون مليئة بالنشاطات الثقافية والرياضية.
أما عن الحركة البشرية المزدحمة التي تشهدها زوطر الشرقية فيقول حسن عبود إن «هذا يقتصر على فصل الصيف، حيث يعود المغتربون إلى الضيعة وكذلك أهل بيروت». وأكثر ما كان لافتاً في كلام حسن «أهل بيروت» باعتبار أن من يترك الضيعة ويلجأ إلى بيروت يصبح من أهلها بالمفهوم الجنوبي. أحمد عليق وهو من ضيعة يحمر المجاورة يرى في هذه الكزدورة «حلاً للكثير من الشباب الذين يبحثون عن عروس ويريدون الزواج»، فيما يستنكر محمد حرب ظاهرة الفتيات اللواتي «يأتين من خارج الضيعة ويقمن بعرض عضلاتهن على الدراجة النارية»، لافتاً إلى أن ذلك «مناف لعادات القرى وتقاليدها ويجب وضع حدّ له»، مشيراً في المقابل إلى رضى البلدية وعدم اعتراضها على هذه الأجواء.
أما عباس، صاحب «دليفري» للنراجيل، فيقول مبتسماً: «هيدا موسم الشغل، والشباب ما بتقعد بلا أركيلة». أما أحمد وهو صاحب محل إنترنت فيرى أن الإقبال على النت لم يتراجع ولكن لا يتعدى جلوس الفرد أكثر من ساعتين.
هكذا يمضي شباب الضيع الجنوبية أوقاتهم ويعيشون لحظات الصيف بأجمل ما يمكن، في شوارع قريتهم.