ملاك وليد خالدرامي، المغترب في أفريقيا، يخبرنا أنه اشتاق إلى كل شيء في صور، وخصوصاً الأكل «ويا سلام عل الأكل، بلْشي من الفول والحمص وخلصي بالفلافل والفتايل، هيدا غير السمك الطازة». حتى ريما، المحجبة، تقصد مع قريباتها المغتربات صور يومياً تقريباً، فخيارات التسوّق كثيرة، وهناك «كزدورة أبو ديب» مساءً.
«منشوف الدنيا هون»، تقول أمل، التي تعود إلى مدينتها كل صيف. تقول إنها لا تصدق أن هذه هي صور التي خرجت منها هاربة في مثل هذا التوقيت قبل 3 أعوام، مضيفة أن المدينة تتغيّر والبلدية لها بصمة واضحة في تحسينها. أما جهاد، فله مآرب أخرى في صور. «بدّي عروس وهيدا موسم يتعرّف الواحد عالبنات، ما كلهم هون تقريباً. بالكزدورة أو عالبحر أو بالأعراس. قليلة شو منحضر أعراس بصور بالصيف؟»، يقول ضاحكاً.
«أحلا شي بصور بالصيف إنك بتسهر للصبح: أعراس وقهاوي وبنات بتياب وبلا تياب عالبحر وبالشارع». هكذا يلخّص كريم الوضع ببساطة وهو يرمي لنا ضحكة من فوق «الموتسيكل» الذي يقوده. تعليقه على البنات يبدو مستفزاً، فيتطوع لإخبارنا عن صبية جابت شوارع المدينة بـ«البيكيني» من فترة على «موتسيكل»: «وين بتشوفي هيك شي غير بصور مثلاً؟ بيقولو بأوروبا فش هيك حتى».
إلا أنّ ثمة من يتذمر من الزحمة و«الموتسيكلات» ومن سوء تنظيم السير وعدم الالتزام بقوانينه. ثمة من اعترض أيضاً على كثرة الحفلات قائلاً «كلّ الفنانين حبايب قلبنا، بس شو بدنا نلحّق لنلحّق دفع عشان نحضرن كلّن؟».
المدينة التي لا تشبه إلا نفسها فرحة بعجقة ناسها. فرحة كأم تضم أبناءها إليها. فهذا الصيف قصير، موصول برمضان الذي سيقطع على الموسم بعض مظاهره. غداً حين يعود الشتاء، تنام، وترتاح قليلاً، لتعود وتضمهم إليها في حزيران المقبل، إلا إذا «لا قدّر الله، غدرت بنا إسرائيل»، تقول ريما.