رضوان مرتضىشبّ حريق في منزل حسن ن. في حي السلّم. توجّهت دورية من فصيلة المريجة إلى مكان الحريق، فوجدت أحمد، ابن صاحب المنزل المحترق، في حالة ضياع. كشف عناصر الدورية على المنزل، فتبيّن أن النار قد أتت على معظم محتوياته.
حسن اتخذ صفة الادّعاء الشخصي بحق ابنه، بجرم ضرب وإيذاء، وافتعال الحريق وتعاطي المخدرات. وأفاد بأن ابنه يتعاطى الحبوب المخدرة والمهلوسة منذ خمس سنوات، فيفقد وعيه وتنتابه حالات عصبية، فيقوم بضرب والده ووالدته وأشقائه. حسن قال إنه أدخل ابنه أحمد عدة مرات إلى المصح للمعالجة، لكنّ الأخير كان يهرب قبل انتهاء مدة العلاج. وذكر أن أحمد دسّ السمّ ذات مرة في مياه الشرب في المنزل، وعمد إلى تكسير الأثاث. أما بشأن الحادث الأخير، فأوضح المدّعي أن ابنه أحمد شهر سكيناً في وجهه ووجه والدته، فهربا إلى شقة ابنتهما، عندها افتعل «الابن الضال» الحريق داخل المنزل.
يوم الحادث كان المتهم في حالة ضياع، فاستُمع إليه في اليوم التالي، بعد أن استعاد وعيه. أنكر أحمد دسّ السمّ في المياه، كما أنكر إقدامه على شهر سكّين في وجه والديه، لكنّه صرّح بأنه يتعاطى حبوباً من نوع «ريفوتريل»، بناءً على وصفة الطبيب المعالج له، وأنه يشرب الخمرة منذ سبع سنوات، لافتاً إلى أنه افتعل الحريق في منزل والده بعدما غاب عن الوعي نتيجة تناوله حبوباً مهلوسة أكثر مما تسمح به الوصفة الطبية، وذاكراً أن ذويه لم يعالجوه رغم طلبه ذلك. لكنّ أحمد عاد واعترف بأنه أحرق المنزل للضغط على والده لمعالجته من الحالة التي يعانيها.
تبيّن من الفحص المخبري أن المتهم يتعاطى حشيشة الكيف.
لم يُبرز أحمد أي تقرير يشير إلى أنه يتناول الحبوب المهدّئة بناءً على وصفة طبية، وتبيّن من التحقيق أمام المحكمة أن أحمد اعترف بما أسند إليه، لجهة محاولة إحراق منزل والده، بعد احتسائه البيرة بكثرة، وبعد تناوله حوالى عشرين حبة «بنزكسول». كذلك تبيّن أنه لم يقع أيّ خلاف بينه وبين والده.
قضت محكمة الجنايات في جبل لبنان، المؤلّفة من الرئيس عبد الرحيم حمود والمستشارين راجي الهاشم ورانيا بشارة، بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة به لمدة سبع سنوات، وإنزالها تخفيفاً، سنداً للمادة 251، إلى الحبس مدة ثلاث سنوات ونصف السنة بعد إدغام العقوبات. كذلك قضت بتضمين المحكوم عليه كل الرسوم والنفقات.