بسام القنطاراختارت منظمة «أطباء العالم» أن تطلق في مؤتمر صحافي عقدته أمس من بيروت حملة إعلامية لتعريف الجمهور العربي بالخدمات والبرامج التي تنفّذها في المنطقة منذ ما يزيد على 25 عاماً، ولإعلان الندوة التي ستقيمها في فندق الكومودور غداً تحت عنوان: «المنظمات غير الحكومية والإعلام العربي: نحو تواصل أفضل».
وكانت المنظمة قد أقامت لقاءين في باريس والدوحة، بهدف تفسير الهوة التواصلية التي تفصل بين المنظمات غير الحكومية الدولية ووسائل الإعلام العربية، و«تطمح إلى أن يمثّل اللقاء في بيروت فرصة لتعميق البحث وإغناء النقاش في هذا الموضوع بمشاركة عدد من المنظمات الإنسانية الدولية واللبنانية» بحسب هدى بو شبيب ممثلة المنظمة في العالم العربي.
وخلال المؤتمر، قدم طبيب الأطفال في مرسيليا، أوليفييه برنار (40 عاماً)، الذي انتخب الشهر الماضي رئيساً للمنظمة، عرضاً للدور الذي تقوم به المنظمة في 55 بلداً.
ومنذ بداية عام 2008 بدأت المنظمة مشروعاً جديداً في مخيمي البارد والبداوي، يرتكز على الصحة النفسية للسكان إثر الأحداث التي أدت إلى تدمير مخيم نهر البارد وتشريد سكانه. ويشمل هذا البرنامج تدريب العاملين في الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بهدف تحسين تشخيص وإحالة المرضى الذين يعانون مشاكل نفسية.
وكشف الطبيب النفساني عبود عساف أن المنظمة قدمت العلاج لـ525 مريضاً، 360 منهم يقطنون في البداوي، و165 عادوا للسكن في الجزء الجديد من مخيم نهر البارد. وأشار عبود إلى أن هذا الرقم عال جداً بالمقارنة مع العدد الإجمالي للسكان. ولفت إلى أن 56% من المرضى يعانون من الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية ذات الانعكاس الجسدي، وأن قلة منهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة، ما يشير إلى أن اللاجئين الفلسطينيين اعتادوا الحروب ولا يتأثرون في نسب عالية بالصدمات النفسية الناتجة من النزاعات المسلحة.
وأشار عبود إلى أن المنظمة تحثّ الأونروا على إدراج الصحة النفسية في خدمات الصحة الأولية. ورداً على سؤال «الأخبار»، كشف عبود أنّ الأدوية التي تقدم للمرضى النفسيين توفرها الأونروا عبر الجهات المانحة، لكن هذه الأدوية محصورة بلاجئي نهر البارد. ولقد عملت المنظمة مع مكتب الأونروا في الأردن لتشمل تقديمات الأدوية النفسية سكان مخيم البداوي أيضاً، كذلك عملت المنظمة على تحسين نوعية الدواء المقدمة، لأن كميات كبيرة من الأدوية الموجودة في مخازن الأونروا لا تتلاءم مع التحسينات التي طرأت على أدوية معالجة الاكتئاب والوسواس القهري والانفصام والخرف.
وشرحت رئيسة البعثة في طرابلس إميلي بوابي أن جزءاً من المشروع يهدف إلى التوعية على الأمراض النفسية، وإلى إبلاغ السكان ضرورة خضوعهم للفحوص. وبحسب بوابي، فإن الطريقة الأفضل التي استخدمت للتوعية هي بث إعلان عبر القنوات المحلية التي تبث من داخل المخيم عبر الكوابل.
وقدم نائب رئيس المنظمة، باتريك دافيد، جردة بعمل المنظمة في لبنان منذ عام 1981، إذ أرسلت خلال الحرب الأهلية بعثات طبية للقيام بعمليات جراحية طارئة. كذلك قامت عام 1989 بإعادة تأهيل مستشفيي صيدا وضهر الباشق ونفذت عدة مشاريع لمساعدة المهجرين وجرحى الحرب. كذلك أرسلت خلال عدواني عام 1996 و 2006 بعثات ومساعدة طبية عاجلة. وبعد التحرير عام 2000 نفذت برامج إعادة تأهيل طبي ونفسي للأسرى المحررين من معتقل الخيام وعائلاتهم. كذلك نفذت منذ عام 2005 ولغاية عام 2008 برنامجاً لضمان حصول السجناء الأجانب في السجون اللبنانية على الرعاية الصحية.


إسرائيل تخسر الإعلام

كشف الرئيس الفخري للمنظمة بيار ميكيليتي أن السفارة الإسرائيلية في فرنسا اعترضت على التقرير الذي نشرته المنظمة عن العدوان الإسرائيلي على غزة في حزيران عام 2006.
وأكد ميكيليتي أنه بناءً على طلب رسمي، اجتمع مع السفير الإسرائيلي في باريس لمناقشة التقرير، لكنه فوجئ بأن السفير لم يناقش تفاصيل التقرير التي تتضمن شهادات موثقة لأطباء ولجرحى مدنيين استهدفوا عمداً. ميكيليتي أكد لـ«الأخبار» أن إسرائيل خسرت الحرب الإعلامية في عدوان عام 2009، ويعود الفضل إلى دور الإعلام العربي، وخصوصاً قناة الجزيرة القطرية في فضح الانتهاكات. لكنه نوه بأن هذا هو موقفه الشخصي ولا يعبّر عن موقف المنظمة. وختم مضيفاً: «لسنا خبراء أسلحة، ولا نعمل بخلفية سياسية، لكن واجبنا كشف وتوثيق الإصابات التي نراها».