فاتن الحاج350 ألف مواطن يتطببون على نفقة الجيش اللبناني. وحده العدد كان مغرياً لاختيار كلية الطب في الجامعة اللبنانية المستشفى العسكري مكان لتدريب أطبائها المتخرجين والمتمرنين، بكل ما يعني ذلك من تنوع في الحالات الطبية، لا سيما في أقسام الجراحة العامة، جراحة العظم، الأشعة، التخدير والإنعاش والطب الداخلي. لكن عميد الكلية، الدكتور بيار يارد، يضيف إلى هذا العدد، الكفاءة والانضباط اللذين «لمسناهما بعد زيارات تقييمية عدة قمنا بها إلى المستشفى». ويشرح أنّه لقاء طبيعي بين مؤسستين وطنيتين لا تبغيان الربح. كما يندرج في إطار سياسة الانفتاح التي بدأت الجامعة باعتمادها في الآونة الأخيرة على المؤسسات الوطنية العامة.
أما العلاقة بالمؤسسة العسكرية فتعود إلى عام 2004 عندما وقعت الجامعة والطبابة العسكرية الاتفاق الأول بينهما الذي يسمح بالتعاون الطبي والأكاديمي ويحدد شروط التدريس والتدريب لطلاب كلية الطب. واليوم، يجدّد الفريقان الاتفاق بعد دراسة إمكانية توسيع أطر التنسيق. ويلفت يارد إلى «أننا تبادلنا الأفكار بشأن إتاحة الجامعة الفرصة لأطباء ضباط في الجيش بمتابعة تخصصاتهم في الكلية من جهة، وتشجيع طلابنا وأطبائنا على الانضواء في الجيش من جهة ثانية». وقد وقّع، أمس، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر ورئيس الطبابة العسكرية العميد الركن موريس سليم بروتوكول التعاون ومدته خمس سنوات. ويضع المستشفى العسكري، بموجب الاتفاق، جميع منشآته الطبية والتجهيزات والمعدات والأسرّة تحت التصرف الأكاديمي للجامعة لتمكينها من القيام على أفضل وجه بتدريس طلاب كلية الطب وتدريبهم في المستشفى.
وتتولّى الجامعة اللبنانية وضع برامج التدريس والتدريب وطرق تنفيذها والقيمين عليها وفقاً للأنظمة المعتمدة في كلية الطب. أما أعمال التدريس والتدريب والإشراف الأكاديمي على الطلاب خلال التحاقهم بالطبابة العسكرية فيقوم بها أساتذة من الكلية، ويُختارون عند بدء كل سنة دراسية. وتحدد بالاتفاق بين الفريقين الشروط والمؤهلات الواجب توافرها في الضباط الأطباء والأطباء المتعاقدين الذين يعملون في المستشفى من غير أفراد الهيئة التعليمية في كلية الطب، ويُعتمدون بين أفراد الهيئة التعليمية بعد تقييم لجنة مشتركة من الفريقين ملفاتهم. ويحق للكلية منح الضباط الأطباء العاملين في الطبابة العسكرية والمشرفين على الطلاب الألقاب الأكاديمية التي يستوفون شروطها.
ويحق للجامعة، بالتنسيق مع الطبابة العسكرية، إدخال الآلات الطبية والأدوات الضرورية للقيام بالتدريس أو التدريب أو الأبحاث العلمية إذا لم تكن مثل هذه الآلات متوافرة في المستشفى.