غادة دندش يشرح كتاب «تنظيف الكبد من السموم في 9 أيام» نظاماً غذائياً يمكن اعتماده طوال الحياة لمساعدة الجسم، ولا سيّما الكبد على التخلّص من السموم التي تعطّل معظم الوظائف الحيوية الأساسية. يعتمد مؤلفا الكتاب باتريك هولفورد وفيونا ماكدونالد جويس على خبرة تعود إلى أكثر من عشرين عاماً في مجال التغذية. هولفورد اختصاصي التغذية الأول في بريطانيا، وهو حائز إجازة في علم النفس وصاحب مؤسسة «التغذية المثلى» منذ عام 1984، وله أكثر من عشرين كتاباً. أما جويس فهي معالجة غذائية ومستشارة في فن الطهو ومتخصّصة في ابتكار وصفات الطعام الصحّية التي تحافظ على طعم المأكولات الشهي.
الكتاب الذي ترجمته إلى اللغة العربية سوزان رضا (صادر عن دار الفراضة) يورد جداول واختبارات دقيقة يمكن القيام بها قبل اتّباع النظام الغذائي، وبعد تسعة أيام للتعرف إلى مدى حاجة الجسم إلى التنظيف من السموم.
يحتوي الكتاب على سبعة فصول، تشرح الثلاثة الأولى دواعي اعتماد هذا التنظيف وأسسه العلمية، وتفصّل العادات الغذائية التي يجب التخلّي عنها في سياق ذلك. كما تتحدّث عن خمس عادات غذائية وحياتية جديدة يجب اعتمادها. أما الفصل الرابع فيحتوي على مجموعة من الاختبارات التي يجب القيام بها قبل التسعة أيام وخلالها وبعدها للتأكّد من مدى الخلل الذي تعرّض له الكبد في أداء وظائفه لدى كل شخص. كما تسمح هذه الجداول بمتابعة التحسّن الذي طرأ على وظائف الجسم الحيوية كلها. في الفصل الخامس يدخل الكاتب في صلب الموضوع ويشرح كيفية القيام بالتنظيف المطلوب. ففي هذا الفصل يحدّد المؤلف التوقيت الأفضل لبدء عملية التنظيف، كما يورد ما تحتاج إليه هذه العملية من أمور كالطعام والمكملات الغذائية ونوعية المياه. يحتوي الفصل كذلك على جدول «القواعد الست الذهبية لعملية تنظيف الكبد من السموم». يفصّل هولفورد في الفصل الخامس الخطّة المعتمدة خلال الأيام التسعة وما يجب تناوله خلال الوجبات الخمس اليومية التي يختلف بعضها عن بعض في كل يوم. ويختتم الفصل الخامس بالتنبيه إلى عوارض الانقطاع التي قد يعانيها الشخص في الأيام الأولى لعملية التنظيف. في الفصل السادس تشرح فيونا جويس تفاصيل تحضير الوجبات الغذائية وتتحدّث عن أهمية المواد المعتمدة وأسباب اعتماد كلٍّ منها خلال عملية التنظيف. وتشدّد في السياق على أهمية البذور الأساسية التي يجب تناولها كل يوم حسب الجدول الوارد في الفصلين الخامس والسادس. البذور الأساسية هي بذور الكتان والسمسم واليقطين ودوار الشمس. وهي التي تحافظ على توازن الهورمونات ونقاوة البشرة، وتحتوي هذه البذور على الزنك الذي يحافظ على وظيفة جهاز المناعة ويضبط معدّلات السكّر في الدمّ. كما تحتوي هذه البذور على المغنزيوم الذي يدعم عمل الغدّة الدرقية وعلى البروتين الذي يساعد الكبد على التخلّص من السموم ويمنع إعادة امتصاصها. وتشرح جويس كيف أن إضافة ملعقة واحدة من خليط هذه البذور المطحونة إلى وجبة الإفطار يومياً يكفي للحصول على الكمّية الضرورية منها. وتورد جويس في هذا الفصل دور كل وجبة طعام في عملية التنظيف وكيفية إعدادها بالتفصيل والمقادير لشخص أو شخصين. في الفصل السابع يتحدّث هولفورد عما يجب القيام به بعد نهاية الأيام التسعة ويلفت النظر إلى احتمال الإحساس بالضيق عند محاولة العودة إلى النظام الغذائي العادي. ويشرح في هذا الفصل كيفية العودة إلى تناول الأطعمة العادية.
الكتاب يحتوي على معلومات قيّمة، ليس فقط لاعتماد نظام التسعة أيام لتنظيف السموم. فالتفاصيل الواردة ضمن فصوله عن العادات الحميدة والمواد الغذائية الضرورية للحفاظ على صحّة الجسم يحتاج إليها أي شخص. لا سيّما في عصرنا الحالي الذي قلّت فيه الحركة وكثرت الأغذية المضرّة والخالية من أية قيمة غذائية حقيقية.