انتهى العدّ العكسي تقريباً. سيتوجه اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع غداً. خلال اليومين الأخيرين قبل الانتخابات، نفذت القوى الأمنية انتشاراً واسعاً، فيما سقط جريحان في بيروت، وضُبطت رشوة في زحلةكان اللبنانيون أمس على موعد مع جولة إشكالات أخيرة قبل العاصفة. أهدأ هذه الجولات في الشكل، وأخطرها في الباطن، كانت في منطقة جبل محسن، التي صارت غنية عن التعريف بعد الأحداث الأخيرة. حصل تراشق بالحجارة بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين يناصرون المرشّح رفعت علي عيد، على خلفية تعليق صورة للأخير على مبنى يطل على منطقة بعل الدراويش في الشمال. وذكرت تقارير أمنية أن قوة من الجيش اللبناني تدخلت على الفور وعملت على تفريق الطرفين.

جرحى في الطريق الجديدة ورشوة في زحلة

وكانت منطقة الطريق الجديدة (دائرة بيروت الثالثة) قد شهدت تضارباً عنيفاً في ساعات المساء الأولى أول من أمس، وذلك أمام مكتب حركة الناصريين الأحرار (المرابطون)، التي ربطتها تقارير أمنية برئيسها محمد درغام. بدأ العراك بين فهد ح. (20 عاماً) من جهة، ومشير ي. (30 عاماً) وأحمد ي. (47 عاماً) من جهة أخرى، وذلك على خلفية تعليق علم. ونقلت التقارير أن فهد أطلق النار من سلاح حربي، مصيباً الأخوين مشير وأحمد بخاصرتيهما، ما استدعى نقلهما إلى أحد المستشفيات القريبة، فيما فرّ هو إلى جهة مجهولة. لم ينته الأمر عند هذا الحد. تجمع نحو 50 شخصاً من أبناء المنطقة في ساحة العراك بعد الحادثة، وتهجموا على إحدى السيارت المتوقفة في المنطقة (أشارت تقارير أمنية إلى أنها عائدة إلى محمد درغام)، فكسروها. لم يكتفوا بذلك، بل حاولوا الدخول إلى مكتب المرابطون، وحينها تدخلت قوة من الجيش اللبناني وعملت على فض النزاع. ومساء أمس، أوقفت إحدى دوريات فرع المعلومات فهد ح. وسلمته إلى فصيلة الطريق الجديدة. وبدا لافتاً أن الفصيلة نفسها أوقفت محمد درغام، وأودعت الاثنين في نظارة فصيلة البرج «على سبيل الأمانة»، من دون أن تشير التقارير نفسها إلى توقيف أي شخص من الطرف الثاني، رغم تكسير سيارة درغام، ومحاولة اقتحام مكتب «المرابطون». وفي حالة مماثلة، حيث يمثّل تيار المستقبل ثقلاً انتخابياً ملحوظاً، نقلت التقارير أن إشكالاً «فردياً» وقع في مدينة صيدا على مقربة من السرايا الحكومية في المدينة، بين تامر د. (22 عاماً) من جهة، وأشخاص آخرين مجهولين. أصيب تامر في رأسه، وعولج في اليوم ذاته.
لا بد من أن صيدا أيضاً تحتاج إلى عناية أمنية دقيقة يوم غد. فقد أوردت التقارير خبراً يفيد بأن مجموعة من مناصري التنظيم الشعبي الناصري، الذي يرأسه النائب والمرشح الحالي أسامة سعد، مزقوا صورتين: الأولى لرئيس الحكومة، والمرشح الحالي عن المقعد السني في صيدا، فؤاد السنيورة، والثانية للنائب سعد الدين الحريري. حدث ذلك في منطقة التعمير التحتاني، القريبة من أبواب مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وأدى إلى تضارب بالعصي واليدين بين مناصري الفريقين، لم ينتهِ إلا بعد تعزيز الجيش لوحداته في المنطقة.
في المقابل، بعيداً عن صيدا، شهدت مدينة زحلة إشكالاً خطيراً أول من أمس. وتكمن خطورته في أنه حدث بالقرب من صندوق الاقتراع (أثناء انتخاب الموظفين)، وأحد طرفي الإشكال هو مختار إحدى البلدات في قضاء زحلة هـ.ض. (39 عاماً)، أما الطرف الآخر فهو سمير ش. (67 عاماً) الذي اتهم المختار بدفع رشوة. وبعد مراجعة القضاء المختص، ضبطت القوى الأمنية مبلغ 2500 دولار (ثمن الرشوة) وترك المختار رهن التحقيق.

انتشار واسع للقوى الأمنية

وفي سياق عمل القوى الأمنية، نقلت وكالات الأنباء أن قوى الأمن الداخلي نفذت انتشاراً واسعاً صباح أمس في المباني التي ستوضع فيها أقلام الاقتراع في مدينة صور وبلدات قضائها. كذلك خصص لكل قلم عنصران من قوى الأمن الداخلي. ويُفترض أن يستمر هذا الانتشار حتى انتهاء العملية الانتخابية. وفي الإطار عينه، وصلت وحدات قوى الأمن الداخلي التي ستتولى كل منها حماية مراكز الاقتراع في قرى النبطية وبلداتها، إلى مجمع قوى الأمن الداخلي في كفرجوز (النبطية)، على أن تنتقل تلك الوحدات برفقة صناديق الاقتراع ورؤساء الأقلام والكتبة إلى المراكز صباح اليوم السبت، بعد أن يشرف محافظ النبطية محمود المولى على توزيع الصناديق على أقلام الاقتراع وعددها 181 قلماً موزعة على 42 بلدة وقرية في دائرة النبطية، بما فيها مدينة النبطية. وانهمك موظفو سرايا النبطية بوضع المظاريف والقرطاسية ولوازم الانتخابات ولوائح الشطب داخل صناديق الاقتراع وفرزها على البلدات، ووضع أسماء الأحياء والقرى عليها، إضافة إلى أسماء المدارس والثانويات والمهنيات، ورقم كل صندوق، وأعداد الناخبين الذين سيقترعون فيه، والطائفة التي ينتمون إليها. وفي مرجعيون، القطاع الغربي من الجنوب، نفذت القوى الأمنية انتشاراً مماثلاً، حيث سيتوزع رجال الأمن على أقلام الاقتراع وعددها 146 قلماً موزعة على 32 بلدة وقرية في دائرة مرجعيون بما فيها جديدة مرجعيون. أما في الشمال، وفي عكار تحديداً، فنقلت الوكالات أن قطعات من الجيش اللبناني من فوج المجوقل واللواء الثاني بدأت عملية انتشار واسعة تغطي مختلف قرى منطقة عكار وبلداتها وفي محيط مراكز الاقتراع، في إطار خطة متكاملة لحماية العملية الانتخابية، بالتعاون مع كل القوى الأمنية ولا سيما قوى الأمن الداخلي. ووصلت كل العناصر المكلفة مواكبة صناديق الاقتراع داخل مراكز الاقتراع. ويُتوقع أن تبدأ عملية تسليم صناديق الاقتراع في سرايا حلبا الحكومية اليوم، بإشراف قائمقام عكار بالوكالة رلى البايع، حيث يرافق كل صندوق اقتراع رئيس قلم وكاتب وعنصران من قوى الأمن الداخلي. وتجدر الإشارة إلى أن عدد أقلام الاقتراع في عكار يبلغ 388 قلماً موزعة على 178 مركزاً في 156 قرية وبلدة عكارية، وإلى أن كل الترتيبات الإدارية واللوجستية للعملية أُنجزت بالكامل.
(الأخبار)


أتى لينتخب فسلبوه، والحلّ «عشائري»

البقاع الشمالي ــ رامي بليبل
اعترض ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة (مرسيدس 280) المواطن رامي شوقي ناصر الدين، صباح أول من أمس، علماً بأنه أتى من قطر للمشاركة في الانتخابات النيابية يوم غد. وكان شوقي يستقل سيارته، وهي من نوع دودج صنع 2007، مذيلة بلوحة قطرية تحمل الرقم 507، ماراً في منطقة سرعين في البقاع (التي شهدت عملية سلب بقوة السلاح قبل ثلاثة أيام)، حيث أجبروه بقوة السلاح على الترجل من السيارة وترك محركها شغالاً. ونجح الفاعلون في سلب ناصر الدين مبلغ 200 دولار أميركي، وساعة ذهبية ومصاغاً وأوراقاً خاصة وثبوتية قدّر قيمتها بنحو 2700 دولار. ولم يكتفوا بذلك، بل عصبوا عينيه بقطعة قماش سوداء، واقتادوه إلى الصرّاف الآلي العائد لأحد المصارف في مدينة بعلبك وأرغموه على سحب مبلغ مالي، لكنهم فشلوا في ذلك بعدما عمد إلى وضع الرقم السري خطأً لثلاث مرات، ما أدى إلى ابتلاع آلة الصرف للبطاقة المصرفية، ثم نقل أفراد العصابة الضحية معصوب العينين إلى خراج بلدة الطيبة وتركوه في منطقة خالية من السكان والمنازل وفروا إلى جهة مجهولة بسيارته، التي لا تزال بعهدتهم.
وأكد مقربون من ناصر الدين أن الفاعلين يطالبون بمبلغ 5500 دولار أميركي، كي يعيدوا السيارة إليه. وأكد رامي ناصر الدين لـ«لأخبار» أن «أفراد العصابة التي اختطفته لأكثر من ساعتين ونصف ساعة، وحاولت قتله، باتوا معروفين لديه». وإثر ذلك تداعت عشيرة آل ناصر الدين، وعقدت اجتماعاً في منزل والد المختطف طالبوا فيه وجهاء عائلات أفراد العصابة الثلاثة (ثلاث عائلات مختلفة)، بتحمّل المسؤولية كاملة حيال أعمال السطو والاختطاف التي حصلت بعدما أكدوا في بيان لهم تورط أبناء من عشائرهم «في هذه العملية وذلك بتسليم الأشخاص المعنيين إلى السلطات المختصة وإعادة المسلوبات والسيارة المحتجزة بأسرع وقت ممكن، حفاظاً على العلاقات الاجتماعية في المنطقة التي تأخذ في الاعتبار الواقع العائلي والعشائري فيها وطرق حلها».