بسام القنطارتستحق المشاريع التي يموّلها الاتحاد الأوروبي في لبنان وقفة تأمل. فبالإضافة إلى أنها تسهم في جعل المنظّمات غير الحكومية «أسرع الصناعات نموّاً» في لبنان، فقد حولتها إلى شركات خاصة لا تتوخى الربح، لكن هذا لا يعني أنها لا تربح. برنامج «حوارنا» الذي اختتم أمس في قصر الأونيسكو، هو خير مثال على ما نقول. 100 ألف يورو منحها الاتحاد الأوروبي لهذا المشروع الذي نفذته جمعية الثروة الحرجية والتنمية وإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية. وهو واحد من بين 40 مشروعاً مولها الاتحاد ضمن برنامج أفكار (1و 2) بتكلفة تزيد على 4 ملايين يورو. يهدف المشروع، بحسب مديرة الجمعية سوسن بو فخر الدين، إلى «خلق بيئة للحوار البنّاء وللتواصل الفعال بين شباب لبنانيين من خلفيات اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة». ولأن الهدف والموضوع ليسا جديدين أو مبتكرين، لا بل إن أي مخيم صيفي كشفي قد يستطيع تحقيقهما، صاغت الجمعية مشروعها بطريقة مبتكرة. فالحوار الشبابي وفق هذا المشروع الذي امتد لسنتين وتضمن تسع ورش عمل، يجب أن يرتكز على التعلم من خلال التجربة، أي أن يشارك الشباب في نشاط ما ويقوّموا التجربة ليتعلموا من خلالها. والمقصود بالنشاط هنا تسلق الأبراج حرفياً، والحبال داخل صالات مغلقة أو خارجية في الطبيعة! ولقد احتاج تطبيق هذه التقنية إلى خضوع مركز الجمعية في بلدة الرملية إلى إعادة تأهيل (من دون الإشارة إلى التكلفة) فضلاً عن دورات تدريبية لفريق العمل عن تقنيات سلامة استخدام الحبال، وعلم نفس المجموعات. بالإضافة إلى ورش العمل، نتج من المشروع تصميم وتنفيذ موقع إلكتروني للمشروع باللغة الإنكليزية ومنشور وكتيب واستمارة. ورغم أن الموقع الإلكتروني صُمِّم ليكون تفاعلياً عبر منتدى للتواصل والنقاش، إلا أنه لم يحظ باهتمام 180 شابة وشاباً حضروا ورش العمل. ولعل الخطأ المطبعي في الإشارة إلى عنوان الموقع في الكتيب الصادر عن الجمعية، أسهم في جعله مجرد كتيب افتراضي، يوثّق تجربة المشروع والنقاشات الشبابية التي تضمنها في مواضيع السياسات البيئية، المرأة الريفية، الهجرة، الشباب وبناء السلام، الإصلاح الانتخابي، التنمية المحلية، الإعلام والثقافة في لبنان، وحماية الغابات.