رنا حايكبعد ستة شهور من الجلسات الحوارية، النظرية والتفاعلية التي تعرفوا فيها إلى حقوقهم في التعبير وفي الحصول على المعلومات بحسب المادة 13 من اتفاقية حقوق الطفل، يقف اليوم 47 تلميذاً في المرحلة التعليمية المتوسطة، من مختلف مدارس بيروت وضواحيها على خشبة مسرح المدينة، لعرض إنتاجهم المسرحي «تعا نتحاور».
المسرحية جزء من مشروع «لنتحاور» الذي تنفذه مؤسسة مخزومي ضمن برنامج «أفكار 2» المموّل من الاتحاد الأوروبي، بإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية، وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للطفولة ووزارة الشؤون الاجتماعية.
«هدفنا الأول هو أن يعي الأطفال حقوقهم التي تنص عليها اتفاقية الطفل، من دون إغفال واجباتهم طبعاً، فقد ركزنا خلال الجلسات التدريبية على فكرة أن الحقوق تقابلها دائماً واجبات. أما الهدف الثاني، فهو تعزيز الحوار والصداقة بين الأطفال الآتين من مشارب مختلفة، طائفياً ومن مستويات متفاوتة اجتماعياً. فقد ركزنا خلال عملنا معهم على توفير المساحة المناسبة لهم والظروف الموضوعية المؤاتية لاختلاطهم وتعارفهم، مع التركيز على أهمية الحوار في إيجاد حلول المشاكل، كي يدركوا أن في استطاعتهم خلق عمل مشترك في ما بينهم رغم اختلافاتهم»، كما تشرح منسقة المشروع، أرليت سعادة. في هذا السياق، نظمت المؤسسة 29 جلسة للتلاميذ منذ شهر تشرين الثاني الماضي، عرّفهم المدربون التربويون خلال عدد منها، بأسلوب عملي تضمّن الرسم، إلى بنود الاتفاقية، وخصوصاً البند 13 منها الذي ينص على حقهم في حرية التعبير عن أنفسهم، ليقسموهم في بعضها الآخر إلى مجموعات تعزّز اختلاطهم بعضهم مع بعض، أعطت كلاً منها أفكاراً لمشاهد تجسّد هذا الحق.
وبما أن معظم أفكارهم تناولت «ما يفرضه الأهل عليهم لناحية خيارهم في التخصص المستقبلي» كما تشرح سعادة، فقد ركّزت المسرحية، التي أعدّتها المخرجة أمية لحود، على هذه القضية: أبناء يودّون التخصص في المسرح، رغم ممانعة ذويهم، تنتهي بإصرارهم على رأيهم من خلال برهان يقدمونه لأهاليهم عن ولعهم بالمسرح وإتقانهم له. النتيجة: مسرحية في قلب المسرحية، يؤديها التلاميذ في الجزء الثاني من العرض على خشبة مسرح المدينة.
ميرا كحيل، تلميذة في الصف السابع (أي الثاني المتوسط)، في المدرسة الإنجيلية الوطنية، كفرشيما، تحمّست فور قراءتها الإعلان الذي علّق في الصف، عن مسرحية يشارك فيها تلاميذ من مختلف المدارس. «أنا أحب الفنون، من رسم إلى رقص وتمثيل، لذلك لم أتردّد وقدمت طلبي لإدارة المدرسة». اختيرت ميرا مع عشرة من زملائها للمشاركة، باسم مدرستها، في النشاط الذي امتد طوال أيام العام الدراسي. «تعبنا كتير، كنا نتدرب وقت العطل وكل يوم جمعة، نجي من المدرسة مباشرة عالمسرح، لكن ما حسّينا بالتعب قد ما كنا مبسوطين»، كما تقول، وهي تتحضر لمتابعة «البروفا» التي ستستمر حتى الثامنة ليلاً، عشية العرض الأول.
بعد الافتتاح الذي سيكون اليوم عند الساعة الخامسة عصراً، يستمر عرض المسرحية يومياً حتى 12 أيار، مع الإشارة إلى أن الدعوة عامة والدخول مجاني.