قاسم س. قاسماستيقظ سكان شارع جمال عبد الناصر في برج البراجنة على خبر «انتحار» المواطن السوري فادي عبد الرحمن قدورة. سارع أبناء المنطقة إلى مكان الحادث، وهو موقف سيارات يقطن فيه قدورة. كان الأخير مشنوقاً بحبل على شجرة توت. حضرت القوى الأمنية واستمعت إلى إفادات رفاق سكن قدورة. وقف وليد، شقيق المتوفى ليتأمل شقيقه، بينما كان سكان الشارع مشغولين بتصويره بهواتفهم النقالة. مرت الدقائق ببطء، والجثة لا تزال معلقة بالشجرة. فجأة يزداد عدد المتجمهرين في المكان، ومعهم يزداد غضب وليد ليصرخ بالناس: «حرام، والله حرام». يستجيب البعض فيرحلون أو يخبّئون هواتفهم. يأتي زميل قدورة في العمل ليسأل عنه فيجده مشنوقاً، ويبدأ بلطم وجهه. يعرف أبناء المنطقة المتوفى، إذ إنه كان قد عمل لدى معظمهم. يروي وليد قدورة لـ«الأخبار» ما حصل: «سهرنا معاً وعدت لأنام، فيما بقي هو لوحده في الخارج»، يكمل الأخ الأكبر حديثه وهو يتأمل جثة شقيقه: «في الصباح لم نجده بقربنا. خرجنا لنتفقده فوجدناه مشنوقاً». ينفي وليد علمه بالسبب الذي قد يكون دفع شقيقه إلى الانتحار قائلاً: «خطب من فترة وكان بدو يتجوّز». يقول إن شقيقه لم يكن يعاني من أي مشاكل مادية. يرده اتصال من والده في سوريا، فيعيد شرح ما حصل مع شقيقه. ينفضّ جمع المواطنين مع حضور رجال الشرطة الجنائية بعد تأخر دام نحو 3 ساعات. هكذا، بقي فادي قدورة معلّقاً على شجرة التوت، ومعها بدأت تحليلات السكان عن عملية قتل، لا انتحار.