يوم الاثنين المقبل يحتفل لبنان بعيد التحرير. قبل تسعة أعوام خرج جيش الاحتلال الإسرائيلي وعملاؤه من قرى الشريط الجنوبي وبلداته، الذي ظل محتلاً لأكثر من عقدين.قبل تسع سنوات ظلت المنطقة لشهور محجة للبنانيين ولشخصيات ومواطنين من مختلف الدول العربية.
مرت السنوات، وعاش لبنان والمنطقة العربية تقلبات سياسية كثيرة، الحرب الأميركية على العراق واحتلاله، العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 وحصار غزة ثم الحرب الإسرائيلية عليها قبل أشهر، إضافة إلى أن المنطقة شهدت اصطفافات سياسية جديدة... كل هذا، إضافة إلى الإهمال، جعل الحياة هناك بطيئة. العائد إليها بعد سنوات سيسأل بالتأكيد كيف امّحى المشهد المُفعَم بالحيوية، حيث كان الآلاف يجتمعون عند بوابة فاطمة، في الخيام، في العديسة أو بنت جبيل وعيتا الشعب و...
مهما كانت الحال، فإن العيد ليس مناسبة للاحتفال فقط، بل أيضاً لطرح الأسئلة مجدداً، لماذا تكاد الحياة في هذه القرى تفقد حيويتها؟ لماذا انفضّ المحتفلون عن أمكنة الاحتفال؟
بل إن الأسئلة تمتد لتشمل غياب الأندية وأمكنة التجمع في عدد كبير من قرى الجنوب. وحده بحر صور صيفاً يبدو في عيد. الشاطئ يستعيد المهاجرين إلى أميركا أو أفريقيا... والنازحين إلى بيروت، ويستقبل أبناء المناطق اللبنانية الأخرى.
هكذا تكون الصورة صيفاً. أما في الشتاء، فإن حالة من الهدوء والصمت تطبق على الجنوب (كما هي الحال في معظم المناطق اللبنانية)، وتعود الحياة إلى رتابتها. القرى الحدودية تنزوي مجدداً، حتى انتشار قوات اليونيفيل، وإيجاد مطاعم وملاهٍ ليلية لهم، لم يغيّر من نمط العيش هناك، لنقل أيضاً إن حياتين تتجاوران، حياة أبناء البلدات، وحياة عناصر قوات اليونيفيل.