رضوان مرتضىيصل المغترب اللبناني عماد عبد الله مرتضى (49 عاماً) إلى وطنه لبنان، غداً الجمعة، حيث سيستقبله الأهل والأقارب في ثياب الحداد. سيعود عماد جثةً لا تنطق، ملفوفاً بنعش، تاركاً وراءه أحلاماً وضع القتل حدّاً لها. حدث ذلك في المغرب، يوم السبت الفائت. كان في زيارة روتينية لأهل زوجته المغربية، نادية الراجي، علماً أنهما متزوجان منذ 15 عاماً، وهو زار المغرب أكثر من مرة، ويعرفها جيداً. تعدّدت الروايات عن الظروف الحقيقية التي أدت إلى مقتله، وضاعت التحقيقات المغربية في البحث عن دوافع الجريمة. لكن، وفقاً لمصادر مقرّبة من القتيل، فإن منفّذي الجريمة هم أربعة شبان مغربيين، اعتقلتهم الشرطة حسبما أفادت تقارير إخبارية مغربية. أشارت الرواية الأولى التي نقلتها زوجة القتيل، إلى أن الشبان الأربعة اعترضوها، وشقيقتها، لدى خروجهما من المطعم، ما دفعها إلى طلب النجدة من زوجها. اعتقدت بأنهم يريدون سرقتها فقط، إلا أن الزوج تلقّى طعنة قاتلة في صدره، عند محاولته التدخل، ما أسفر عن وفاته متأثِّراً بجراحه وبالتالي هرب الشبان المعتدون، من دون أن يسرقوا شيئاً. لم يُبقوا لها إلا الألم،
والذهول.
أما الرواية الثانية، فلم تتضارب كثيراً مع رواية زوجة مرتضى. حيث أكدت مصالح الأمن المغربية حصول الجريمة، متحدثةً عن أربعة شبّان في حالة السكر، اعترضوا طريق زوجة الضحية وشقيقتها، أثناء عودتهما برفقته إلى مقر إقامتهم في حي وركون، الذي يقع في وسط مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للملكة المغربية. وقد أشارت المصادر الأمنية المذكورة إلى صراعٍ نشب بين الشبان الأربعة من جهة، ورجل الأعمال اللبناني من جهة ثانية، بعد تحرّشهم بزوجته عنوةً، ما أسفر عن قيام أحدهم بطعن عماد بسكين كانت بحوزته. ولفتت المصادر إلى أن المغدور لم يُتوفَّ فوراً، بل لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى، فيما نجحت الشرطة المغربية في اعتقال الشبان الأربعة. لكن أقارب للفقيد، شكّكوا في روايات الأمن المغربي، إذ نقل بعضهم خشيته من أن يكون العمل إرهابياً، على اعتبار أن عماد يحمل جواز سفرٍ أميركياً. وفي هذا الإطار، ولكون الجريمة قد حصلت بعيداً عن أعين أهله، تضيع بين هذه الاحتمالات الثلاثة حقيقة ما جرى بالنسبة إليهم، ولا تخلّف في عيونهم إلا الغصّة. «أُزهقت روحه بعيداً عن أرض وطنٍ لم يكلّف نفسه عناء السؤال عن أرواح مواطنيه»، قال أحد أقاربه بلهجة لا تخلو من الألم، سائلاً السلطات القضائية والأمنية التحرك لكشف ملابسات «الاعتداء الذي أصاب أحد أبناء هذا الوطن، والمطالبة بمعاقبة المرتكبين حتى لو كانو في المغرب».