محمد محسناختفت الرسوم التي تزيّن جدران ملعب كلية التربية، الفرع الأول، في الجامعة اللبنانية، لتحلّ مكانها فواصل بيضاء رسمت حدود معرض «بيان» للوسائل التربوية.
افتتح المعرض، الذي احتوى على مجسّمات أعدّها تلامذة 11 مؤسسة تربوية، وأخرى عرضتها مؤسسات تجارية متخصصة، تتناول «وسائل التعبير والإيضاح»، أول من أمس، ليستفيد طلاب كلية التربية، الذين يتهيّأون ليصبحوا أساتذة ومعلمات، من وسائل الإيضاح المقترحة لشرح المناهج.
قسّمت هذه الوسائل المنتشرة في أرجاء ملعب الكلية، وفق التصنيف العلمي، بين ما هو آلي، يوظّف التكنولوجيا في عملية الشرح، كالميكروسكوبات وأجهزة عرض الشرائح المستعملة في دروس العلوم، وما هو غير آلي، كالمجسّمات الكرتونية التي تساعد على تلقين الأطفال حروف الأبجدية أو المعلومات الأساسية في مختلف المجالات.
هكذا، تستريح كرة أرضية مصنوعة من الكرتون على طاولة أحد الأجنحة، وقد بهت بريقها لكثرة ما لامستها أيدي طالبات قسم الجغرافيا. في جناحٍ آخر، انتشرت طالبات قسم العلوم في كلية التربية بين طاولات احتلت شراشفها الملوّنة، مجسّمات كرتونية صنعها تلامذة مدارس، في محاولة منهم لتوضيح الأسلوب الأمثل بالنسبة إليهم في تلقّي الشرح، محاولة أتاحها القيّمون على المعرض حين قبلوا إشراكهم في العملية التعليمية.
اطّلع أساتذة المستقبل على وسائل الإيضاح التي يقترحها التلامذة لدروس الفيزياء من خلال بعض الأجهزة، وبعض المجسّمات التي أظهرت حركة الإلكترونات بطريقة مبسّطة، إلى أن وجدن ضالّتهنّ في جناح شركة عرضت جهازاً تعليمياً لتحويل الكهرباء أدهش كل طالبٍ جرّبه.
وكان لطلاب التربية الحضانية حصتهم، إذ ندر أن تتجول في أي جناح، من دون أن تعترضك ألعاب خشبية وفلّينيّة توضح الأعداد والأحرف الأبجدية للأطفال، إضافةً إلى أساليب العدّ بشكل توضيحي، يساعد المعلّمات والتلامذة على حدٍّ سواء.
أما في وسط المعرض، فقد برز جناح يتيم للكتب التي تتناول مواضيع تربوية شتّى. لفت هذا الجناح انتباه الطالبات، وتحمّست بعضهنّ لشراء كتب «تفيدنا في التعامل مع تلاميذنا»، لكن فائدة هذه الكتب ما لبثت أن تراجعت أمام ارتفاع أسعارها. فـ«19 دولار كتير غالي»، كما قالت إحداهنّ، وهي طالبة في علم النفس العيادي.
على الرغم من أن المعرض بطبعته الأولى قد قدّم للطلاب خدمةً سدّت ثغرةً في مناهجهم، إلا أنّ التنوع قد غاب عن المؤسسات التي شاركت فيه، إذ كانت جميعها تنتمي إلى تيار سياسي واحد. مأخذ يردّ عليه المنظّمون بأنهم أدّوا دورهم حين دعوا مدارس ومؤسساتٍ مختلفة ومن كل المناطق، إلا أن هذه الأخيرة اعتذرت أو رفضت المشاركة في المعرض لأسباب عديدة، لا تقف عند حدود تزامن المعرض مع بداية امتحانات آخر السنة، رافضين الدخول في تفاصيل أخرى.
وقد تكفّل مجلس طلاب الفرع والمؤسسات المشاركة بتمويل المعرض وتأمين لوازمه، من دون أن يدفعهم ذلك إلى انتقاد إدارة الجامعة التي اقتصر دعمها على الجانب «المعنويّ» فقط. فالأهم، بالنسبة إليهم، كان عودة أول كليّة تأسست في الجامعة اللبنانية إلى دورها المحوري في تنظيم نشاطاتٍ كهذا المعرض، الذي سينتهي غداً الجمعة، على وعدٍ بتنظيم معرضٍ أضخم منه في العام المقبل.