في منطقة مشحونة سياسياً من المناطق اللبنانية، احتدم الصراع بين الطلاب في جامعة، كانت خاصّة هذه المرّة. الانتخابات على الأبواب، والأبواب مشرعة على الحقد. الكلّ يدرك أنّ المواجهة واقعة، ويتابع بترقب هدوء ما قبل العاصفة، والإصرار الواضح لدى فريق من الطلاب على عدم غضّ النظر عن حادثة البارحة. فلا أحد، لا أحد، يمزّق صورة الزعيم! خصوصاً وهو يبدو بهذه الطلّة البهيّة. وجه مشرق وابتسامة مطمئِنَة وأخلاق وفهم... هو المثال الأعلى لكلّ أنصاره، حتّى أنّ الحبالى يتوحّمن عليه! فكيف يمزّقون صورته؟ ما إن التقت النخب في الملعب، حتى اقترب أحدهم شاخصاً إلى خصمه في عينيه بتحدّ. مشادّة كلاميّة فتدافع، فلكمة فرفسة. بلمح البصر قفز طالب من الوراء إلى مسؤول الحزب الآخر، وقبل أن يستدرك أحد ما يحدث، استدار عليه بسرعة، وطعنه بسكّين في وجهه!
هو طالب جامعي يحمل معه على الدوام سكيناً، لزوم المشاحنات السياسيّة اليوميّة. لا يهدّد به خصمه ليخيفه، بل يطعن فوراً! ...وفي الوجه! فهو «مسنود»، ووالده سيتكفل باللازم لإنقاذه من الورطة.
أمّا المطعون، فبعد قضائه أسبوعاً في العناية الفائقة وخضوعه لعمليات لا تُحصى، خرج من المستشفى وفي وجهه ندبة أزليّة لـ«ولد الولد».
بعد أسبوع واحد، عادت الحرب الباردة إلى فناء الجامعة. وعاد طالب يتجوّل بخنجره، بينما لا تزال الندبة مضمّدة تحت عين طالب آخر. لكن الأهمّ، عادت الصورة إلى مكانها وعاد الزعيم يستقبلك على باب الجامعة بابتسامته المشرقة!
«توفاريتش»