في الأيام العادية تفتح كنيسة القيامة أبوابها، كل يوم من شروق الشمس حتى مغربها. وهو تقليد ليس بقديم، ففي العهد العثماني كانت الكنيسة تفتح أبوابها أمام الزائرين والمؤمنين فقط يومي الأحد والجمعة. وتقدم المؤن للرهبان القابعين في داخلها من خلال فتحة صغيرة في باب الكنيسة. لكن خلال عيد الفصح، تفتح كنيسة القيامة أبوابها ليلاً ونهاراً، وتقام فيها طقوس ليلية في مناسبات الفصح العديدة، وخاصة نهار الجمعة العظيمة، الذي هو تذكار صلب السيد المسيح وموته فوق الصليب. ويمثّل عيد الفصح مناسبة سنوية مهمة للطوائف الرئيسية الثلاث الممثلة ببطاركة في القدس: الروم الأرثوذكس، والأرمن الأرثوذكس، واللاتين، للتمتع بشرف حمل مفاتيح كنيسة القيامة التي عادة هي بحوزة عائلتين مقدسيتين مسلمتين هما: آل جودة وآل نسيبة، ومناط بالعائلتين الاحتفاظ بالمفاتيح وفتح باب كنيسة القيامة في شتى المناسبات والأيام العادية. وتعيد العائلتان هذا التقليد إلى عهد عمر بن الخطاب. لكنّ آخرين يشيرون إلى أنه يعود إلى صلاح الدين الأيوبي، أو المماليك، أو العثمانيين.
ويطلَق على حاملي المفاتيح من العائلتين «أمناء مفاتيح القيامة»، ووفقاً لاتفاق يعود لأواخر العصر العثماني، فإنه يسمح للطوائف الثلاث، بأن يحمل أحد مطارنتها مفاتيح كنيسة القيامة خلال أيام الفصح مرة واحدة في السنة، وفقاً للترتيب التالي: خميس الأسرار للّاتين، والجمعة العظيمة للروم، وسبت النور للأرمن، على أن تعاد المفاتيح فوراً بعد الفتح لحامليها من العائلتين المسلمتين.
وفي اليوم المحدد لكل طائفة لحمل المفاتيح، تنطلق مسيرة احتفالية، من ديرها إلى باب كنيسة القيامة، يتقدمها أمناء المفاتيح المسلمون، وبعد فتح الأبواب وسط أجواء بهيجة تعاد المفاتيح إلى حامليها المسلمين.