أحمد محسنقد لا يذكر كثيرون اسم آنجي دقناش. آنجي طفلة رضيعة، لم يكن عمرها يتعدى السنة (11 شهراً) حين خُطفت من بين يدي أمها في طرابلس، قبل أن تعيدها استخبارات الجيش اللبناني إلى ذويها، بعد 11 يوماً من اختطافها. أثارت الحادثة أخذاً ورداً في مدينة طرابلس آنذاك، بعدما تلتها حاثة مشابهة، أحبطها أب لطفلة أخرى تعرضت لمحاولة مماثلة. الجديد في الأمر، هو تسجيل تقارير أمنية لعدة حالات مشابهة في الأيام القليلة الماضية، تلت حادثة اختطاف الفتى أمين الخنسا الشهيرة، التي نجحت القوى الأمنية خلالها في تحرير المخطوف. وسُجلت أولى هذه الحالات، قبل خمسة أيام، حين ادعت المواطنة و.ط. أمام مخفر العبدة (في الشمال أيضاً) أن أربعة أشخاص يستقلون سيارة مرسيدس زرقاء اللون، اختطفوا ابنتها القاصر. دهمت القوى الأمنية منزل اثنين من الأشخاص الذين اشتبهت وفاء في مشاركتهما في عملية الخطف (ولا سيما أنها اشتبهت في أربعة أشخاص) ولم تعثر عليهما. لكن الحادثة لم تكن مخيفة كما بدت لأهالي المنطقة، إذ رجّح مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن تكون الحادثة بقصد الزواج، وقد تراجعت أمّ الفتاة عن الادعاء، بعد عودة ابنتها إلى المنزل، إذ عملت دورية من القوى الأمنية، مع أهل الفتاة، على استعادتها من منزل في بلدة فينيق. وبعد يومين على الحادثة المذكورة، أوردت تقارير أمنية خبراً أشد خطورة من سابقه، حيث كانت الفتاة التي تتعرض للخطف أصغر سناً من سابقتها: (11 عاماً) فقط. ادعت أمام فصيلة برج البراجنة المواطنة ريما ن. على شخص مجهول بمحاولة اختطاف ابنتها، وجاء في ادعائها أن المشتبه فيه، وضع يده على فم ابنتها فاتن، خلف مبنى الأمن العام، في بناية قريبة، فعلا صراخ الفتاة، ما أجبر الخاطف على تركها والهرب سريعاً. وفي اليوم ذاته، حدث أمر مشابه في بلدة عنقون ــ قضاء صيدا. هذه المرة كان الضحية فتىً قاصراً لا فتاة، وادعت أمه م.ق. أمام فصيلة مغدوشة، أنه أثناء لهو ابنها حسين (14 عاماً) في منطقة تعرف بالرقراق، حيث كان بمفرده، شاهد سيارةً رباعية الدفع، من دون أن يلحظ أي لوحات عليها، وقد حجب الزجاج العازل وجوه ركابها عنه، وبعدما خفّفت سيرها عندما اقتربت منه، ترجل منها شخصان. ركض حسين، وركض خلفه الشخصان المذكوران، وذكرت التقارير ذاتها، أن الفتى استطاع أن يضرب أحد ملاحقيه بواسطة عصا كانت في يده، فأوقعه أرضاً، قبل أن ينجح في الهرب ويختفي ملاحقاه. وأول من أمس، انتقلت محاولات الخطف إلى منطقة بعيدة نسبياً عن البقاع، إلى مدينة خلدة تحديداً، وإلى غير القصّر، إذ نقلت تقارير أمنية أن مجهولين حاولوا اختطاف خطيبة المواطن ح.ب. من أمام أحد المقاهي في خلدة، على الرغم من أنه كان موجوداً معها. وجاء في تقارير أمنية، أن عراكاً قد حصل، مما سبب تدخلاً للمواطن محمد ط. (23 عاماً)، نتج منه إصابة الأخير بسكين في بطنه، طعنه بها أحد المشتبه فيهم، قبل أن يفروا جميعاً. ولا يلغي فشل هذه المحاولات (التي تسجلها تقارير أمنية) أو إحباطها، إمكان حدوث خروق، قد تكون مؤلمة أحياناً.